كندا، التي وعدت باستقبال 40.300 لاجئ أفغاني، استقبلت منذ آب (أغسطس) 2021 أكثر بقليل من ربع هذا العدد.
ويسبّب هذا الوضع الكثير من التوتر لبعض العائلات الأفغانية التي تحاول لمّ شملها منذ انسحاب الولايات المتحدة من بلادها.
هذه هي حال عائلة حديث أفغانفر، وهو طفل في سنّ العاشرة.
فقد تمكن حديث من ركوب طائرة في مطار كابول قبل ثمانية أشهر ليصل في نهاية المطاف إلى تورونتو ويقيم مع جده وجدته. لكنّ هذه الفرصة لم تتوفر لوالديْه.
’’أحبّ والديّ كثيراً، أريدهما أن يكونا هنا‘‘، قال حديث لـ’’سي بي سي‘‘.
من جهتها تؤكّد وزارة الهجرة والمواطَنة واللاجئين في الحكومة الفدرالية أنّ الأولوية في المعالجة تُعطى لطلباتٍ معينة من لاجئين أفغان وأنّ الهدف المتمثل باستقبال 40.300 منهم لم يتغير.
ومع ذلك تقول مستشارة الهجرة التي أوكلت إليها العائلة ملفها إنه من المستحيل الحصول على تحديث بشأن حالة طلب والديّ الطفل حديث.
عندما راى حديث والديه لآخر مرة كانا يشقان طريقهما بين الحشود في مطار كابول الدولي في آب (أغسطس) 2021 من أجل الفرار من أفغانستان تزامناً مع تولي حركة طالبان زمام الأمور في البلاد، كما يقول زوج جدته، موحّد آصف فقيري.
كان حديث وشقيقاه الصغيران وجدّاه وعمته من بين آلاف الأشخاص الذين حاولوا الفرار عن طريق الجو. يروي فقيري أنهم أمضوا ليلتيْن جالسين على أرض مغطاة بالقمامة والبول وأنّ دوي إطلاق النار كان يُسمع من حولهم.
اضطرت والدة حديث، التي كانت حاملاً في شهرها التاسع، إلى مغادرة المطار مع زوجها وأطفالها الآخرين خوفاً على سلامتهم. وتمكّن حديث وعمته وجداه أخيراً من ركوب الطائرة والهروب من كابول.
وفي كانون الثاني (يناير) الفائت تمكّن والدا حديث من عبور الحدود إلى باكستان. وتحاول العائلة منذ ذاك الحين الانضمام إلى ابنها المقيم حالياً في تورونتو، كبرى مدن كندا.
وفي تورونتو التحق حديث بالمدرسة وكوّن صداقات، كما يقول فقيري، لكنه يفتقد والديه باستمرار.
ويخشى فقيري من أن تنفد الأموال الضئيلة التي حملها معهما والدا حديث إلى باكستان، خاصة وأنّ لديهما الآن طفلاً في الشهر الثامن من عمره عليهما توفير الطعام له.
’’ليس لديهم ما يأكلونه هناك‘‘، يقول فقيري قلِقاً على والديّ حديث.
وفقيري قلق أيضاً على حديث. ’’يشعر بوحدة شديدة. هو متوتر قليلاً ومكتئب. إنه قلق جداً على عائلته. (…). إنه بحاجة لوالديه، يحتاج إلى حبهما‘‘.
كيميا مشيري، وهي مستشارة هجرة، تساعد العائلة على لمّ شملها في البلاد.
تقول مشيري إنّ جميع أفراد العائلة قد أكملوا الأوراق الإلزامية، ومن ضمنها بصمات الأصابع وصور شبكية العين. لكنها تضيف أنّ وزارة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية أخبرتها أن الطلب قد وُضع قيد الانتظار.
’’بغضّ النظر عن عدد المرات التي نجري فيها متابعة مع وزارة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية أو نتصل فيها بالوزارة، لا نحصل سوى على ردود آلية‘‘، تقول مشيري.
لا يوجد حقًاً من يتحمل المسؤولية عن هذه القضية
نقلا عن كيميا مشيري، مستشارة هجرة
كانت إحدى سياسات وزارة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية منذ سيطرة حركة طالبان على السلطة في كابول هي إعطاء الأولوية لطلبات التأشيرة للأفغان الذين لديهم أسرة مباشرة في كندا. ومع ذلك، منذ آب (أغسطس) 2021، وصل 11.500 أفغاني فقط إلى كندا، وهو عدد أقل بكثير من الـ40.300 أفغاني الذين تعهدت الحكومة الفدرالية باستقبالهم.
وتضيف مشيري أنّ ممثلاً عن الوزارة أخبرها أنه سيتم معالجة الطلب بسرعة نظراً لأنّ حديث قاصر.
وفي بيان أرسلته بالبريد الإلكتروني، لم تعطِ الوزارة تفاصيل حول عائلة حديث، لكنها قالت إن التزامها بتوفير الحماية لـ40.300 أفغاني ’’لم يتراجع‘‘.
’’تستند الجداول الزمنية للوصول (إلى كندا) إلى الموقع الحالي للفرد أو العائلة وإلى قدرتنا على معالجة طلباتهم وفقاً لذلك‘‘، أضاف البيان.
’’إذا تمكنّا من نقل الأشخاص بسرعة، فسنقوم بذلك، مع التأكد من أنه مع وصولهم إلى كندا تتوفر لهم إمكانية الوصول إلى مكان آمن والاستقرار في مجتمعات لديها القدرة على مساعدتهم على الاندماج بنجاح‘‘، أضافت الوزارة في بيانها.
يُذكر أنه عندما أعلنت الحكومة الفدرالية عزمها على استقبال 40.300 لاجئ أفغاني، قال وزير الهجرة واللاجئين والمواطَنة، شون فرايزر، إنّ الأمر قد يستغرق عامين لبلوغ هذا الرقم.