على غرار الفيضانات وغيرها من الظواهر المناخية المتطرفة، فإنّ الدخان الناجم عن حرائق الغابات الذي غطى أجزاء كثيرة من أميركا الشمالية في الأشهر الأخيرة كانت له تكلفة اقتصادية.
في ذروة الضباب الدخاني في حزيران (يونيو)، أُلغيت، على سبيل المثال، مباريات بيسبول وعروض فنية وأُغلقت مدارس وأُجِّلت رحلات جوية.
ويقدّر مقال مُقبل في مجلة ’’مراجعة الاقتصاد والإحصاء‘‘ (Review of Economics and Statistics) الجامعية الأميركية أنه بين عاميْ 2007 و2019 انخفضت إيرادات الولايات المتحدة بمعدل 125 مليار دولار أميركي سنوياً بسبب حرائق الغابات.
’’لا تؤثر جودة الهواء فقط على الصحة‘‘، يقول المؤلف المشارك للدراسة، البروفيسور ديفيد موليتور، وهو أستاذ مشارك في المال والاقتصاد في جامعة إلينُويْ، ’’هي تَظهر في الإحصاءات المتعلقة بالإنتاجية الاقتصادية‘‘.
ووجد الباحثون أنّ التعرّض لدخان الحرائق يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الدخل في العديد من القطاعات، من التصنيع إلى الزراعة مروراً بالعقارات.
ولاحظوا، بالإضافة إلى ذلك، أنّ العمّال الكبار في السنّ والأشخاص الملونين تأثروا بالدخان أكثر من غيرهم.
وخلصت دراسة أُخرى نُشرت الشهر الماضي في مجلة ’’علم البيئة الكلية‘‘ (Science of the Total Environment) أنّ جزيئات الدخان الدقيقة الناجمة عن حرائق الغابات يمكن أن تتسبب في النهاية بما بين 4000 و 9000 حالة وفاة مبكرة في الولايات المتحدة.
كما يمكن لها أن تتسبب بنفقات رعاية صحية تتراوح قيمتها بين 36 مليار دولار أميركي و82 مليار دولار أميركي سنوياً، وفقاً للدراسة نفسها.
أقل من أسبوع من الدخان في كندا: تكلفة اقتصادية بمليار وربع المليار دولار
في خضم موسم حرائق الغابات القياسي في كندا هذه السنة، حاول ديف سُويِر، خبير الاقتصاد البيئي في معهد المناخ الكندي (ICC /CCI)، احتساب التكلفة الصحية للدخان في البلاد.
ووفقاً لتقديراته، خلال الفترة التي كان فيها دخان الحرائق شديد الكثافة، بين 4 و8 حزيران (يونيو)، بلغت تكلفة الرعاية الصحية المتعلقة بالدخان 1,28 مليار دولار كندي.
ويقول سُويِر إنّ التكلفة الاقتصادية للدخان الناتج عن حرائق الغابات هي سبب إضافي لاتخاذ إجراءات لمكافحة التغير المناخي.
في غضون ذلك، يعتقد ديفيد موليتور أنّ هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث حول أكثر الوسائل فعالية لتقليل التعرض الضار لدخان حرائق الغابات. وهو يرى أنّ تركيب نظام لتنقية الهواء في المنزل أو المكتب أو المدرسة يمكن أن يساهم كثيراً في الحد من آثار التعرض للدخان.
تقرير لراديو كندا،