قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي إنّ كندا بلغت مراحل ’’متقدمة‘‘ في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بشأن الانضمام إلى شراكته الدفاعية الجديدة، مدفوعة إلى حد كبير بالقلق المتزايد بشأن الحرب الروسية في أوكرانيا وكلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتواصل عن ضمّ كندا إلى بلاده.
وأوضحت جولي في مقابلة مع وكالة الصحافة الكندية أنّ أوتاوا بدأت المحادثات مع الاتحاد الأوروبي حول توسيع نطاق العلاقات الأمنية والدفاعية مباشرةً تقريباً بعد بدء ترامب كلامه عن كندا ’’الولاية الـ51‘‘ في بلاده، عندما كان جوستان ترودو رئيساً للحكومة الكندية.
’’هدفنا هو التأكد في نهاية المطاف من أننا أقرب إلى أوروبا من أيّ وقت مضى‘‘، قالت جولي.
ويتحرك الاتحاد الأوروبي بسرعة لزيادة إنفاقه العسكري وتعزيز قدراته العسكرية بهدف الدفاع عن نفسه في وجه مخاطر المزيد من العدوان الروسي في أوروبا. وهو أعلن رسمياً عن خطته، ’’إعادة التسلّح الأوروبي‘‘، في 4 آذار (مارس) الجاري، راصداً لها ميزانية مقدارها 800 مليار يورو (حوالي 1250 مليار دولار كندي).
وأشارت جولي أمس إلى أنّ كندا هي جزء من هذا التخطيط منذ البداية تقريباً.
’’علينا التأكد من تطوير شراكات جديدة، لأننا نعلم أننا نعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة في الوقت الحالي‘‘، قالت جولي في مقابلة مع ’’سي بي سي‘‘ (القسم الإنكليزي في هيئة الإذاعة الكندية).
وقبل مغادرته منصبه الأسبوع الماضي، أثار رئيس الحكومة الكندية السابق جوستان ترودو موضوع العلاقات الدفاعية بين كندا والاتحاد الأوروبي في محادثاته مع العديد من القادة الأوروبيين، بمن فيهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
’’لقد تكثف تعاوننا مع كندا وينبغي تطويره أكثر من أجل تعزيز الأمن عبر الأطلسي‘‘، جاء في ’’الكتاب الأبيض‘‘ لخطة ’’إعادة التسلّح الأوروبي‘‘ الذي قدّمته فون دير لاين يوم أمس.
يُذكر أنّ رئيس الحكومة الكندية الجديد مارك كارني قال إنّ شؤون الدفاع كانت جزءاً رئيسياً من محادثاته مع كلّ من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر خلال زيارته إلى كلّ من باريس ولندن على التوالي يوم الاثنين.
’’نحن نستكشف بنشاط‘‘، قال كارني في مؤتمر صحفي عقده في لندن ذاك اليوم، ’’وبصراحة تامة، هذه إحدى المناقشات التي أجريتها في كلّ من باريس والمملكة المتحدة، وهي المشاركة المحتملة في ذلك‘‘.
وأضاف كارني في ذاك المؤتمر الصحفي أنّ كندا ’’مهتمة‘‘ بخطة ’’إعادة التسلّح الأوروبي‘‘، لافتاً إلى أنها قادرة على خلق سلاسل توريد جديدة من شأنها أن تشهد مشاركة الشركات الكندية في تطوير أنظمة دفاعية.
وأكدت مصادر مطّلعة أنّ حكومة كارني تدرس بجدية إمكانية اللجوء إلى شركة ’’ساب‘‘ (Saab) السويدية، وتحديداً إلى مقاتلتها من طراز ’’غريبين‘‘ (Gripen)، لتجديد أسطول كندا من الطائرات المقاتلة، حتى لو كان ذلك يعني إلغاء جزء من العقد الموقع عام 2023 مع شركة ’’لوكهيد مارتن‘‘ الأميركية لشراء 88 طائرة من طراز ’’إف-35‘‘ (F-35).
وكان وزير الدفاع الوطني بيل بلير قد ذكر يوم الجمعة الفائت، عقب تأدية حكومة كارني اليمين الدستورية، أنّ مكتب رئيس الحكومة طلب منه استكشاف بدائل لطائرة ’’إف-35‘‘.
وخلافاً لطائرة ’’إف-35‘‘، يمكن تجميع طائرة ’’ساب غريبين‘‘ في كندا. وتشير مصادر فدرالية إلى أنّ التجميع يمكن أن يتم في مقاطعة كيبيك حيث تتركز معظم الصناعات الجوية والفضائية في كندا.
يُشار إلى أنّه سبق لكندا أن سدّدت ثمن 16 طائرة من طراز ’’إف-35‘‘، ومن المفترض أن تبدأ باستلامها خلال السنوات القليلة المقبلة. والتعاقد مع مورّد جديد يعني أنّ سلاح الجو الملكي الكندي سيكون لديه أسطول مختلط من الطائرات، وهو احتمال يرفضه منذ فترة طويلة المتخصصون في مجال الدفاع.