قال خفر السواحل اليوناني إن ما لا يقل عن 16 امرأة مهاجرة وصبيا واحدا لاقوا حتفهم عندما غرقت سفينتهم قبالة جزيرة ليسبوس اليونانية في وسط بحر إيجه في ساعة مبكرة من صباح يوم الخميس، في ثاني كارثة بحرية لمهاجرين في أقل من يوم واحد.
وقال خفر السواحل، نقلا عن أفراد تم إنقاذهم، إن القارب الغارق كان يقل نحو 40 شخصا. وذكر مصدر في خفر السواحل أنه تم انتشال 17 جثة، وإنقاذ 10 سيدات، فيما لا يزال نحو 12 في عداد المفقودين.
وغرق القارب شرق جزيرة ليسبوس القريبة من الساحل التركي.
ودعا وزير الهجرة اليوناني نوتيس ميتاراشي تركيا عبر تويتر إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف جميع عمليات المغادرة غير النظامية بسبب الظروف الجوية القاسية.
وكتب “لقد ضاعت الكثير من الأرواح بالفعل اليوم في بحر إيجه، الناس يغرقون في قوارب غير صالحة للإبحار. يجب على الاتحاد الأوروبي أن يتحرك
وقبل ساعات، تحدثت السلطات عن غرق زورق شراعي ثان يقل 95 شخصًا على ما يبدو بالقرب من جزيرة سيتيرا القريبة من شبه جزيرة بيلوبونيز.
سباحة
تمكن بعض الناجين من السباحة إلى الشاطئ. وسمحت عملية مشتركة لسفن في البحر وخدمات الإطفاء والشرطة على الشاطئ بانتشال ثمانين شخصًا من العراق وإيران وأفغانستان.
وقالت متحدثة باسم خفر السواحل لوكالة فرانس برس إن المجموعة تضم سبع نساء و18 طفلا. من جهته أوضح كوكالاس أن المركب الشراعي غرق بالقرب من ميناء دياكوفتي، مؤكدا أنه “دُمِّر بالكامل”. وقال خفر السواحل إن سرعة الرياح في منطقة سيتيرا بلغت 102 كلم في الساعة.
شهدت اليونان زيادة في حركة المهاجرين هذا العام إذ يسلك المهربون في كثير من الأحيان أطول وأخطر طريق في جنوب البلاد. ولم تعد القوارب المتهالكة تبحر من تركيا بل من لبنان للالتفاف على الدوريات في بحر إيجه ومحاولة الوصول إلى إيطاليا.
وقال خفر السواحل اليوناني إنه أنقذ حوالي 1500 شخص في الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري، مقابل أقل من 600 في 2021.
يكلف العبور الخطير لبضعة أميال بحرية بين السواحل التركية في بحر إيجه في شرق البحر الأبيض المتوسط، والجزر اليونانية بوابة الاتحاد الأوروبي، عددا كبيرا من المهاجرين واللاجئين في محاولتهم الفرار من الحروب والبؤس.
ومنذ كانون الثاني/يناير 2022، لقي 64 شخصًا حتفهم أثناء محاولتهم العبور إلى أوروبا من السواحل التركية القريبة، مقابل 111 في العام 2021 بأكمله، حسب بيانات منظمة الهجرة الدولية.
وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، لقي ثلاثون شخصا على الأقل مصرعهم في غرق ثلاث سفن منفصلة في بحر إيجه. لكن من الصعب تحديد الأرقام بدقة لأن بعض الجثث لم يتم العثور عليها مطلقًا أو عثر عليها على الشاطئ بعد أسابيع.
اتهامات
تتهم أثينا أنقرة بغض النظر عن ممارسات المهربين والسماح للمهاجرين بالقدوم إلى اليونان في انتهاك لاتفاقية أبرمت في آذار/مارس 2016 وتنص على أن تبذل تركيا جهودا للحد من مغادرة اللاجئين والمهاجرين أراضيها. وتنفي تركيا هذه الاتهامات.
أما اليونان فتواجه اتهامات من قبل منظمات غير حكومية ووسائل إعلام لمسؤولياتها في عمليات الطرد غير القانونية والعنيفة في كثير من الأحيان على حدودها البحرية والبرية.
وتنفي الحكومة اليونانية المحافظة باستمرار عمليات الإعادة إلى تركيا التي تتعارض مع القانون الدولي على الرغم من التحقيقات الجادة والموثقة التي أجرتها وسائل إعلام دولية ومنظمات غير حكومية.
واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليونان بتحويل بحر إيجه إلى “مقبرة” بـ”سياساتها القمعية”. ورد وزير الهجرة اليوناني نوتيس ميتاراتشي قائلاً إن تركيا تدفع المهاجرين “بعنف” إلى المياه الإقليمية اليونانية “في انتهاك للقانون الدولي”.
المصادر الإضافية • أ ف ب