تتواصل في مونتريال فعاليات مهرجان ’’مدخل آسيا‘‘ (Festival Accès Asie) الذي انطلق في بداية مايو/أيار وهو شهر التراث الآسيوي في كندا.
وإلى غاية يوم الأحد المقبل 2 يونيو/حزيران، سيتمكّن روّاد النسخة الـ29 لهذا المهرجان من التعرف على التنوّع الثقافي الذي تزخر به هذه القارة.
وفي حوار مع راديو كندا الدولي، تقول نايلة نوفل المديرة الفنية للمهرجان، إنّها تنتمي للانتشار الآسيوي عبر العالم بحكم مولدها في لبنان الذي يقع في قارة آسيا.
’’لقد نشأتُ في بلد كان يُقال لنا أننا في آسيا. الشرق الأوسط يقع في جنوب غرب القارة أي ينتمي كلّياً لآسيا، إذن جزء من العالم العربي ينتمي لها‘‘، كما أضافت هذه الحاصلة على دكتوراه في البيئة والتي تقلّدت منصب المديرة الفنية للمهرجان في مطلع 2023.
وتذكّر نايلة نوفل أنّ المهرجان يُبرمج فنانين من الشرق الأوسط منذ تأسيسه وليس فقط منذ توظيفها كمديرة فنية.
وتذكّر نايلة نوفل أنّ المهرجان يُبرمج فنانين من الشرق الأوسط (عرب وفارسيين وآخرين) منذ تأسيسه وليس فقط منذ توظيفها كمديرة فنية.
يسلّط مهرجان ’مدخل آسيا‘ (Accès Asie) الضوء على أعمال الفنانين من الجاليات الآسيوية، سواء من مونتريال أو مقاطعة كيبيك أو كندا أو بقية العالم.نقلا عن نايلة نوفل، المديرة الفنية لمهرجان ’مدخل آسيا‘ (Accès Asie)
وتضيف هذه الأخيرة أنّ جزءًا كبيرا من الفنانين المشاركين هم فنانون محلّيون من الجيل الجديد ومن الفنانين الذين لهم قاعدتهم من المعجبين والمتابعين.
ويهدف هذا المزج إلى تعزيز الحوار بين الجيلين وإبراز ثراء الفن الآسيوي، كما قالت هذه الصحفية والناقدة السابقة.
نريد إبراز الهويات الآسيوية المختلفة. ليس هناك هوية آسيوية واحدة. هناك جاليات وبلدان متعدّدة ولكلٍّ واقع اجتماعي، ثقافي وسياسي مختلف.نقلا عن نايلة نوفل
وقالت إنّها دعت فنانين ذوي هويات تتقاطع فيها أقليات مختلفة مثل هوية مجتمع الميم والهوية الأسيوية.
ولم تقتصر البرمجة على محور واحد فقط بل تعدّدت المحاور. فعلى سبيل المثال تمّ عرض أعمال الفنانة التشكيلية الإيرانية الأصل والمقيمة في أوتاوا مانا روحولاميني.
وفي معرضها ’’بصمات‘‘ (Empreintes) تقوم باستكشاف ذاكرة الحجر والماء وكيف يتواصلان مع بعضهما البعض.
وتهتمّ أيضا ’’بالسرد وقوته والحاجة إليه وكيف يمكنها الجمع بين هذه العناصر، الماء والحجر، والتي تبدو مختلفة جدًا للوهلة الأولى.‘‘
ومن جانبه عرض الفنان اللاثنائي لولي اشراغي أعماله التي تتمثل في أشرطة فيديو تستكشف الذاكرة والفرح في مجتمع السكان الأصليين.
ويشغل لولي أشراغي منصب محافظ فنزن السكان الأصليين في متحف الفنون الجميلة في مونتريال. وينحدر من أصول متعددة (من جزر ساموا، فارسي، صيني وأوروبي).
وذكرت نايلة نوفل الراقصة والكوريغراف السورية الكندية حور ملص التي شاركت بعرض ’’لو كان لِجسدي اسم‘‘ (If My body had a Name).
ويدور العرض حول آثار المجتمع على الجسد مثل ’’استعمال اليدين أثناء الكلام في الشرق الأوسط.‘‘
وفي نسخة هذا العام من المهرجان، تم إثراء البرمجة بشقّ أدبي. ففي سهرة أمس الخميس تمّ تنظيم لقاء أدبي يحمل عنوان ’’من ضفة لأخرى‘‘ باللغة الانكليزية والفرنسية والتاميلية.
وشارك فيه ستة مبدعين من أصول آسيوية وثلاثة آخرين من الجاليات المصنفة عرقياً. ’’الهدف من هذا اللقاء هو الاحتفاء بتعدد التعابير الأدبية‘‘، حسب نايلة نوفل.
ومن بين هؤلاء المبدعين، يمكن ذكر الشاعر اللاثنائي إيلي طارق البشعلاني لينش وهو من أصول لبنانية. وفاز ديوانه (The good Arabs) بجائزة الكتاب لِمونتريال في عام 2022.
وخلال اللقاء الأدبي، ألقى الشاعر أبياتً من هذا الديوان وكذلك قرأ نصّاً مخصّصاً لما يحدث في غزة حالياً.
ويختتم المهرجان يوم بعد غد الأحد بحفل يًقام وسط مدينة مونتريال في حديقة ’’غاملين‘‘ (Jardins Gamelin). ويشارك فيه الفنان وعازف العود التونسي الكندي محمد المصمودي.
ويقيم هذا الأخير في مونتريال، وهو مؤلف موسيقي وعازف غيتار مزدوج وعازف وكلاسيكي.في عام 2023، أطلق محمد المصمودي ألبومه ’’مدن أبدية‘‘ (Villes éternelles) مع فرقة الرباعي المصمودي.
شهر التراث الآسيوي
يتم الاحتفال بشهر التراث الآسيوي منذ التسعينيات في كندا. وفي ديسمبر/كانون الأول 2001، تبنى مجلس الشيوخ اقتراحاً بتعيين شهر مايو/أيار رسمياً باعتباره شهر التراث الآسيوي في كندا.
وفي مايو/أيار 2002، وقعت حكومة كندا إعلانًا رسمياً يجعل هذا الشهر للتراث الآسيوي.
ويُعتبر هذا الشهر ’’ فرصة للتأمل والاعتراف بالمساهمات التي قدمها وما زال يقدمها الأشخاص من أصل آسيوي إلى كندا. ‘‘
وتمّ اختيار موضوع شهر التراث الآسيوي لعام 2024 بشعار : ’’تكريم الماضي واحتضان المستقبل: تسليط الضوء على التراث الآسيوي في كندا”.
وفي عام 2021، أعلن أكثر من 7 ملايين شخص في كندا أنّهم من أصول آسيوية، وهو ما يمثل 19,3 % من سكان البلاد.
وفي نفس العام، كانت اللغات الأم الأربع الأولى في كندا بعد الإنكليزية والفرنسية هي اللغات المستخدمة في آسيا (بما في ذلك الشرق الأوسط): البنجابية، الماندرين،