انتقد زعيم حزب المحافظين الكندي بيار بواليافر اليوم موقف رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو من الدعوى التي قدّمتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب ’’إبادة جماعية‘‘ بحق سكان قطاع غزة الفلسطيني، واصفاً إياه بأنه ’’غير مفهوم‘‘ ومتهماً رئيس حكومة الحزب الليبرالي الكندي ووزيرة خارجيته ميلاني جولي بتعمّد تقديم إجابات لا يمكن لأحد أن يفهمها.
وكان ترودو قد قال للصحفيين في 12 كانون الثاني (يناير) الجاري إنّ دعم كندا ’’الصادق‘‘ لمحكمة العدل الدولية ’’لا يعني أننا نؤيد مقدّمات الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا‘‘.
وأصدرت الوزيرة جولي عقب ذلك بساعات بياناً مكتوباً استعادت فيه ما قاله رئيس الحكومة ومضيفةً أنّ إثبات وجود نيّة باقتراف إبادة جماعية يتطلب كمّاً كبيراً من الأدلة.
وبعد ثلاثة أيام على ذلك، قالت مصادر في وزارة الشؤون العالمية في أوتاوا لشبكة ’’سي بي سي‘‘ (خدمة هيئة الإذاعة الكندية بالإنكليزية) الإخبارية إنّ صياغة كلام ترودو وبيان جولي هدفت للإشارة إلى أنه لا ينبغي لأحد أن يفترض أنّ الحكومة الكندية تدعم دعوى جنوب إفريقيا لمجرّد أنها تدعم استماع محكمة العدل الدولية للدعوى، ولا أنّ أوتاوا ترفض مزاعم الإبادة الجماعية بشكل قاطع.
نحتاج إلى عالم لسانيات حاصل على شهادة دكتوراه وعدسة مكبّرة لفهم الكلام المشوّش الصادر عن وزيرة الخارجية ورئيس الحكومة بشأن هذه المسألة، لأنهما يتعمّدان تقديم إجابات لا يمكن لأحد أن يفهمها.
نقلا عن بيار بواليافر، زعيم حزب المحافظين الكندي
’’لقد قسّم البلاد حول هذا الأمر مثلـ(ما فعل مع) كلّ قضية أُخرى‘‘، أضاف بواليافر في حديثه أمام الصحفيين اليوم.
ورفض زعيم المعارضة الرسمية في مجلس العموم مزاعم جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بشأن الإبادة الجماعية، واصفاً الدعوى المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية بأنها هجوم ’’سافر‘‘ و’’كاذب‘‘ على الشعب اليهودي ودولة إسرائيل.
’’لقد حان الوقت لرئيس الحكومة أن يكون حازماً ويتوقفَ عن محاولة تقسيم الكنديين على أساس الدين والعرق، ويتخذَ موقفاً مبدئياً لصالح الإنسانية وضد الدعاة الحقيقيين للإبادة الجماعية، الذين هُم إرهابيو (حركة) حماس‘‘، قال بواليافر.
يُشار إلى أنه عندما سأل الصحفيون وزيرة الخارجية عن سبب عدم دعم كندا ادعاءات جنوب إفريقيا، أو عدم رفضها هذه الادعاءات، بشكل علني، بدت جولي غير راغبة في تفصيل بيانها السابق.
’’حسناً، لقد قرأتم بياني. وبياني هو بياني… وليس لديّ أيّ شيء آخر لأضيفه على ذلك‘‘، قالت جولي للصحفيين.
’’ما يمكنني قوله لكم هو أننا نتابع القضية وسنبدي رد فعلنا عليها مع تطور الأمور‘‘، أضافت جولي قبل أن تصف الوضع في الشرق الأوسط بأنه ’’مُفجع‘‘ وبأنّ ما يتصل به هنا في كندا من أعمال عنف وتوترات ’’يوجع القلب‘‘.
يُشار إلى أنّ الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا رفضت مزاعم جنوب إفريقيا ضد إسرائيل.
ومن جهته، دعا سفير إسرائيل لدى أوتاوا إيدو مُعيد الحكومة الكندية إلى إعلان رفضها دعوى جنوب إفريقيا واصفاً إياها بأنها ’’اتهام لا أساس له على الإطلاق‘‘.
أمّا رئيسة المفوضية الفلسطينية العامة في أوتاوا، مُنى أبو عمارة، فحثّت الحكومة الكندية على دعم جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية، واصفة الدعوى بأنها ’’قضية من أجل العدالة والمساءلة‘‘.
وقد يستغرق صدور حكم نهائي من محكمة العدل الدولية في هذه الدعوى عدة سنوات.
نقلاً عن موقع ’’سي بي سي‘‘،