بقلم هادي المهدي
المتتبع لتصرفات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ اعتلى كرسي الرئاسة (علي وجه التحديد) في الدولة التركية (رغم أنه
صاحب السلطة الفعلية في البلاد منذ 2002 ) يلحظ بوضوح هوس الرجل بما يظن هو أنها أمجاد الخلافة العثمانية البائدة ومحاولة إنتاج ما تم تسميته مؤخرا في الأوساط الصحفية “ العثمانية الجديدة “.
لا شك أن هذا الهوس المسيطر على عقل الرجل تحركه البناءات الايديولوجية التي قام عليها أساسا حزب العدالة والتنمية المعروف بخلفيته الاسلامية .
الهوس بفكرة قديمة يرتبط دائما برغبة في استحضار رمز لهذه الفكرة مرتبط بها ارتباطا وثيقا واللعب على عواطف الجماهير باسم هذا الرمز .
الفكرة هي الخلافة العثمانية التي يظن الكثيرون خطأً أنها كانت جنة الله على الارض , أما الرمز هنا فهو “ أيا صوفيا “ , فليكن السؤال لماذا أيا صوفيا بالتحديد .
لنعد للحظة اقتحام جيوش المسلمين بقيادة محمد الثاني بن مراد الذي سمي بعد ذلك “ محمد الفاتح “ لأسوار القسطنطينية مركزالدولة البيزنطية حينها , بعد سيطرته على القسطنطينية اتجه نظره صوب أكبر كنائسها “أيا صوفيا” محولا إياها من كنيسة لمسجد .
ظلت أيا صوفيا كذلك حتي اعتلي حكم تركيا بعد انهيار الخلافة كمال أتاتورك الذي قام في طريقه لعلمنة الدولة بتحويلها الي متحف يرتاده كل الناس مسلمين ومسيحيين .
يحاول أردوغان عبثا اللعب على عواطف الجماهير المهووسة مثله بالعثمانية ليعيد فعلة محمد الثاني ويحول ايا صوفيا الى مسجد ما يؤكد لدى أتباعه في الخارج وميليشياته أيضا فكرتهم الموهومة عن أردوغان “ خليفة المسلمين الجديد “ .