اختٌتمت اليوم الدورة الثانية من مهرجان الفيلم اللبناني في فانكوفر، كبرى مدن مقاطعة بريتيش كولومبيا.
وجاء اليوم الأخير من المهرجان ’’في صيغة طاولة مستديرة افتراضية على الانترنت [حول المخرجات الشابات في السينما اللبنانية]”، كما أوضحت هاي لاف حدشيتي، مديرة المهرجان ومؤسِّسته، في مقابلة مع راديو كندا الدولي.
وليست هذه أوّل طاولة مستديرة تُنظَّم في المهرجان. فيوم الجمعة الماضى أوّل يوم من هذه التظاهرة الثقافية أدارت المخرجة وكاتبة السيناريو الشابة سابين قهوجي التي تقيم وتعمل في فانكوفر نقاشاً آخر مخصصاً لأثر السينما.
وبالنسبة لهاي لاف حدشيتي، التي أطلقت مهرجان الفيلم اللبناني في كندا عام 2017، لا يقتصر المهرجان على عرض الأفلام.
يتضمن المهرجان مناظرات وورش عمل وندوات ولقاءات مع المخرجين […].
نقلا عن هاي لاف حدشيتي، مديرة ومؤسسة مهرجان الفيلم اللبناني في كندا
وينظم هذا الموعد الثقافي لعشاق السينما اللبنانية في عدة مدن في كندا على مدار العام.
وفي بداية هذه المغامرة الثقافية، أقيم المهرجان في مونتريال وأوتاوا. ’’في عام 2018، أضفنا تورونتو وهاليفاكس‘‘، كما تقول السيدة حدشيتي.
وقرّرت هذه الأخيرة لاحقاً إضافة مدينة فانكوفر. ’’حينها كان المهرجان يدوم يوماً واحداً فقط يُخصّص لعرض الأفلام. لم تكن نسخة كاملة من المهرجان‘‘، كما قالت.
وفي العام الماضي حصلت فانكوفر على الصيغة الكاملة للمهرجان.
وتُقام العروض والنقاشات في مركز غولد كورب للفنون (Goldcorp Centre for the Arts) في جامعة سيمون فريزر بالتعاون مع مكتب الشؤون الفرنكوفونية والفرنكوفيلية في هذه الجامعة التي تُقدم أيضاً برامجَ باللغة الفرنسية وكذلك مع منظمة ’’أليانس فانسيز‘‘ (Alliance Française)، وهي منظمة فرنسية خاصة تهدف للترويج للثقافة واللغة الفرنسية.
وتشير هايلوف حدشيتي إلى أن هذا التعاون طبيعي لأن لبنان عضو في المنظمة الدولية للفرنكوفونية. ’’الفرنسية لغة قريبة إلى قلوب اللبنانيين‘‘، كما أوضحت.
التعريف بالثقافة اللبنانية
وبالنسبة لهاي لاف حدشيتي، ’’يتيح المهرجان للجميع التعرف على الثقافة اللبنانية. جميع أفلامنا مزوّدة بالترجمة المرئية [السترجة] إما بالفرنسية أو الإنجليزية.‘‘
وتشاطرها الرأي المخرجة وكاتبة السيناريو الشابة سابين قهوجي. فبالنسبة لها، ’’الكثير من قصصنا لا تُروى بشكل جيد أو لا تؤخذ على محمل الجد.‘‘
وتختص هذه الأخيرة في إنتاج مقاطع الفيديو الموسيقية وكذلك الأفلام الدعائية وتتوجّه حاليا نحو إنتاج الأفلام الروائية سواء القصيرة أو الطويلة.
وتقوم حالياً بإعداد فيلم قصير يتناول الصحة النفسية لدى المهاجرين اللبنانيين. وسيشكّل الانفجار المأساوي الذي وقع في مرفأ بيروت خلفية لقصتها.
وتقول إنها تحب المشاركة في هذا النوع من المهرجانات لأنها ’’تُظهر أن قصصنا تستحق أن تُروى.‘‘
وتضيف إنه من الصعب في الوقت الحالي تمويل القصص اللبنانية.
[المنتجون] لا يعتبرون القصص اللبنانية جذّابة. أتمنى أن نتمكن من تغيير هذا الوضع ونفتح أبواباً جديدة للمحتوى اللبناني. ولهذا السبب أنا هنا [في مهرجان الفيلم اللبناني في كندا].
نقلا عن سابين قهوجي، مخرجة وكاتبة سيناريو
ومن جهته، يؤكد المخرج اللبناني الشاب وكاتب السيناريو نور المجبر، الذي شارك أيضاً في الطاولة المستديرة ليوم الجمعة الماضي، أن هذا النوع من المهرجانات مهم جداً، لأنه ’’يتيح للجمهور الوصول إلى الثقافة اللبنانية من خلال قصص لبنانية يكتبها ويؤديها لبنانيون عوض الاكتفاء بمتابعة الأخبار عبر وسائل الإعلام.‘‘
ويقيم المخرج الشاب في فانكوفر منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي حيث يواصل الإخراج وكتابة السيناريو بالإضافة إلى تدريس كتابة السيناريو في جامعتين بالمدينة.
وعُرض فيلمه القصير ’’شو اسمك‘‘ قبل ثلاث سنوات في مونتريال ضمن فعليات هذا المهرجان.
ولم يتمكن حينها من حضور عرض فيلمه بسبب تأخر حصوله على تأشيرة الدخول إلى كندا. وهو لا ينظر إلى هذه التجربة بشكل سلبي. ’’الفيلم يسافر أكثر من مخرجه. عُرض فيلمي في أكثر من 50 مهرجاناً، لكنني حضرت ثلاثة فقط‘‘، كما قال في مقابلة مع راديو كندا الدولي.
وتقول مديرة المهرجان إن ’’المهرجان قدم هذا العام تشكيلة استثنائية في دوراته المختلفة عبر جميع أنحاء كندا. لدينا أفلام كوميدية وأفلام فنية وأفلام تجريبية وغيرها. وبالنسبة لفانكوفر، اخترنا من بين الأفضل مثل كوميديا ’’عَ مفرق طريق‘‘ للمخرجة لارا سابا أو’’أرض الوهم‘‘ وهي دراما من إخراج كارلوس شاهين. وهناك أيضًا مجموعة مختارة من الأفلام القصيرة.‘‘
ويوضح سام لحود، مدير برمجة المهرجان، أن الأفلام التي يختارها يمكن أن تُقدّم من طرف مؤلفيها.
أما بالنسبة للأفلام القصيرة، فهو يستمدها من إنتاج طلبة برامج دراسة السينما مثل أولئك الذين يدرّسهم في جامعة سيدة اللويزة (NDU) في لبنان.
ت