5 طائرات عبرت خط منتصف المضيق واليابان تدرس نشر 1000 صاروخ كروز بعيد المدى
أعلنت وزارة الدفاع التايوانية رصد 12 طائرة وخمس سفن صينية حول الجزيرة، الأحد الـ21 من أغسطس (آب)، بينها خمس طائرات عبرت خط منتصف مضيق تايوان، فيما تواصل بكين أنشطتها العسكرية بالقرب من الجزيرة.
وبدأت الصين بإجراء تدريبات في وقت سابق من الشهر عقب زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي للجزيرة التي تعتبرها تابعة لها على الرغم من الاعتراضات الشديدة من حكومة تايبيه.
وكانت الوزارة رصدت 17 طائرة وخمس سفن صينية تعمل حول تايوان، السبت، وقالت إنها تشمل أربع طائرات عبرت خط الوسط في مضيق تايوان، وهو حاجز غير رسمي بين الجانبين.
خطوة يابانية
من ناحية أخرى، تدرس اليابان نشر أكثر من ألف صاروخ كروز بعيد المدى لتعزيز قدرتها على مواجهة تهديدات الصين الإقليمية المتزايدة، وفق ما ذكرت صحيفة “يوميوري شيمبون” المحلية الأحد.
وتخطط طوكيو لتطوير صواريخ مضادة للسفن لزيادة مداها من مئة كيلومتر إلى نحو ألف كيلومتر، ما سيكون كافياً للوصول إلى مناطق الصين الساحلية وكوريا الشمالية، وفق ما نقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها.
كما سيتعين القيام بعمليات تحديث لتمكين السفن والطائرات التي تملكها اليابان حالياً من إطلاق صواريخ جديدة باستطاعتها أن تضرب أهدافاً على البر، وذكرت “يوميوري” أن الصواريخ ستنشر في منطقة كيوشو ومحيطها وعلى الجزر الواقعة في جنوب غربي اليابان بالقرب من تايوان.
والخطة جزء من محاولة اليابان تقليص فجوة الإمكانات الصاروخية مع الصين والتعامل في الوقت ذاته مع التهديدات الكورية الشمالية، بحسب الصحيفة.
يذكر أن دستور اليابان ما بعد الحرب العالمية الثانية لا يعترف رسمياً بالجيش، بينما يقتصر الإنفاق الدفاعي على تمويل الإمكانات الدفاعية.
إعادة النظر في البرامج الدفاعية
وأدى التوتر الجيوسياسي أخيراً، بما في ذلك الاجتياح العسكري الروسي لأوكرانيا ومواقف الصين الأكثر عدائية تجاه تايوان إلى ازدياد الدعوات داخل اليابان لإعادة النظر في البرامج الدفاعية.
وتعهد رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا زيادة الإنفاق الدفاعي بشكل كبير، علماً أنه بقي عند نحو واحد في المئة من إجمالي الناتج الداخلي، وذكرت وسائل إعلام محلية أن وزارة الدفاع اليابانية ستطلب على الأرجح 5.5 تريليون ين (40.2 مليار دولار) للعام المالي المقبل مقارنة بمبلغ 5.18 تريليون ين طلبت تخصيصه لها العام المالي الحالي.
لكن يتوقع أن تطالب الوزارة أيضاً بإقرار قائمة من المعدات التي لم يحدد سعرها بما في ذلك كلفة تطوير صواريخ كروز بعيدة المدى، وفق ما ذكرت صحيفة “أساهاي شيمبون”.
وزادت اليابان إنفاقها العسكري واتخذت استراتيجية أكثر حزماً في الأعوام الأخيرة، لكنها امتنعت عن نشر صواريخ بعيدة المدى ضمن حدودها يمكنها ضرب أهداف على أراض أجنبية.
وتصاعدت حدة التوترات الإقليمية هذا الشهر بعد زيارة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي ولكن الصين تعتبرها إقليماً تابعاً لها، وأطلقت بكين صواريخ بالقرب من تايوان وفي المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان.
محادثات تجارية
أعلنت تايوان والولايات المتحدة، الخميس، عن خطط لإجراء محادثات تجارية في أوائل الخريف في وقت حذر دبلوماسي أميركي كبير بكين من مواصلة التضييق على الجزيرة، ومن المتوقع أن تشمل المحادثات مجالات مختلفة من الزراعة إلى التجارة الرقمية والممارسات التنظيمية وإزالة الحواجز التجارية، بحسب ما أعلن مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة في بيان.
وقالت نائب الممثل التجاري الأميركي سارة بيانكي إن المحادثات ستسعى إلى “تعميق علاقاتنا التجارية والاستثمارية وتعزيز أولويات التجارة المتبادلة القائمة على أساس القيم المشتركة وتطوير الابتكار والنمو الاقتصادي الشامل لعمالنا وشركاتنا”.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية التايوانية في تغريدة “نرحب بهذه الفرصة لتعميق التعاون الاقتصادي بين بلدينا المحبين للحرية مع تشكيل نموذج جديد للتعاون التجاري في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”، وكتب ممثل تايبيه في واشنطن سياو بي-خيم “نرحب بهذا الإعلان وتايوان جاهزة”.
قلق صيني
وترتبط الولايات المتحدة وتايوان بعلاقات تجارية واستثمارية والجزيرة أيضاً مورد عالمي مهم لبعض أشباه الموصلات الأكثر تطوراً والمستخدمة في كل شيء من الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة إلى السيارات والصواريخ.
وفيما تبقى الصين أكبر شريك تجاري لتايوان، عبرت بكين عن قلقها إزاء الإعلان عن المحادثات بين واشنطن وتايبيه وقالت إنها “تعارض ذلك بشدة”.
وصرحت المتحدثة باسم وزارة التجارة الصينية شو جويتتينغ أمام الصحافيين، الخميس، أن “الصين دائماً ما تعارض أي اتصالات رسمية بين أي دولة ومنطقة تايوان الصينية”، مضيفة أن الأمر يتعلق بالعلاقات الصينية – الأميركية.
وتنتهج واشنطن سياسة الاعتراف الدبلوماسي ببكين وليس بتايبيه، لكنها ترتبط بعلاقات فعلية مع تايوان وتدعم حقها في تقرير مصيرها.
ضغوط الصين
في غضون ذلك، قال دانييل كريتنبرينك، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ إن جهود الصين الرامية إلى إخضاع تايوان وتقويض صمودها ربما تسفر عن حسابات خاطئة وإن من المرجح أن تستمر حملة الضغط، وأضاف أن بكين استخدمت رحلة بيلوسي ذريعة لتغيير الوضع الراهن، مما يعرض السلام للخطر.
وأردف “هذه الإجراءات جزء من حملة ضغط مكثفة من جانب جمهورية الصين الشعبية ضد تايوان التي نتوقع أن تستمر في التكشف في الأسابيع والأشهر المقبلة”، معتبراً أن “الهدف من هذه الحملة واضح وهو ترهيب تايوان وإخضاعها وتقويض صمودها”.
سياسة واشنطن “لم تتغير”
وأضاف كريتنبرينك أن الولايات المتحدة كانت صريحة مع الصين في أن نهجها تجاه تايوان لم يتغير، بما في ذلك التزام واشنطن سياسة “صين واحدة” وعدم دعم الاستقلال الرسمي لتايوان، وقال “في حين أن سياستنا لم تتغير، فإن ما تغير هو الإكراه المتزايد من بكين. كلمات وأفعال جمهورية الصين الشعبية تزعزع الاستقرار بشدة. إنها تخاطر بحدوث حسابات خاطئة وتهدد السلام والاستقرار في مضيق تايوان”، وأشار إلى أن الولايات المتحدة أبلغت الصين في كل محادثة بأنها لا تسعى إلى إثارة أزمة ولن تفعل ذلك.
وأكد كريتنبرينك أن خطوط الاتصال الأميركية مع بكين لا تزال مفتوحة وستواصل بلاده عمليات العبور البحرية الروتينية في مضيق تايوان، وأوضح “مستمرون في اتخاذ خطوات هادئة ولكن حازمة لدعم السلام والاستقرار في مواجهة جهود بكين المستمرة لتقويضهما وندعم تايبيه بما يتماشى مع سياستنا طويلة الأمد”.
وتقول حكومة تايوان المنتخبة ديمقراطياً إن الصين لم تحكم الجزيرة من قبل قط، بالتالي ليس لها الحق في تقرير مستقبلها الذي لا يمكن أن يقرره سوى سكان الجزيرة من دون إكراه، ولا ترتبط واشنطن بعلاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان، لكنها ملزمة بموجب القانون تزويدها بوسائل الدفاع عن نفسها.
الصين من جهتها تعتبر أن تايوان هي القضية الأهم والأكثر حساسية في علاقاتها بالولايات المتحدة.