لا تتردد كريستال لوبلان، المديرة العامة لمركز ’’بوسيجور‘‘ للموارد والأزمات العائلية في مدينة شيدياك في نوفو/نيو برونزويك، عندما يُطلب منها رسم صورة عن العنف ضد المرأة في هذه المقاطعة الأطلسية. فالصورة قاتمة والوضع يزداد سوءاً.
وعلى امتداد كندا، تاريخ 6 كانون الأول (ديسمبر) هو يوم للذكرى والعمل ضدّ العنف الموجَّه إلى المرأة.
ففي مثل هذا اليوم من عام 1989 قام الطالب مارك ليبين بإطلاق النار على زميلاته الطالبات في معهد الـ’’بوليتكنيك‘‘ في مونتريال (Polytechnique Montréal)، فقتل 13 طالبة وسكرتيرة وأوقع عدداً من الجرحى قبل أن ينتحر. والمعهد المذكور هو كلية الهندسة التابعة لجامعة مونتريال.
إنه يوم صعب دوماً على عاملات، مثل كريستال لوبلان، يعملن مع الضحايا، نظراً لأنّ حالة العنف ضدّ النساء لا تتحسن، كما ترى مديرة مركز ’’بوسيجور‘‘.
’’بالنسبة لنا، إنه دائماً يوم صعب، ليس فقط للتفكير في مجزرة الـ’’بوليتكنيك‘‘، ولكن أيضاً بعد جائحة كوفيد-19 باتت كافة دور الإيواء على امتداد كندا تشهد زيادة في الاحتياجات. الأسرّة ممتلئة دائماً ونحن مضطرون كلّ يوم لرفض (استقبال) المزيد من الضحايا‘‘، تشرح لوبلان.
إنه يوم ثقيل بالنسبة لنا.
نقلا عن كريستال لوبلان، المديرة العامة لمركز ’’بوسيجور‘‘ في نوفو/نيو برونزويك
وتفيد بيانات وكالة الإحصاء الكندية أنّ عنف الشريك الحميم في هذه المقاطعة ارتفع بنسبة 39% بين عاميْ 2009 و2021.
وتذكّر لوبلان بأنّ النساء اللواتي ينتهي بهنّ المطاف في مركزها هنّ أيضاً أشخاص مشرّدون، دون مأوى ثابت، يستحقون المساعدة.
’’لا يزال هناك نقص في الحساسية في هذا الشأن. يقول الناس إنها هي التي اتخذت قرار المغادرة. ولكن، في الواقع، لم يكن لديها خيار. كان مكان إقامتها غير آمن، كانت في سجن‘‘، تقول لوبلان.
ونُظّمت وقفة تأمل هذا الصباح أمام مقر إقامة نائبة حاكمة كندا العامة لنيو/نوفو برونزويك، بريندا مورفي، في فريديريكتون بمشاركة رئيس حكومة المقاطعة، بلين هيغز، والوزيرة المسؤولة عن مساواة المرأة، تامي سكوت والاس.
وشاركت مجموعة مكونة من مهندسات وطالبات ومسؤولين مجتمعيين محليين وسياسيين في الحدث الذي أُضيئت خلاله الشموع تخليداً لذكرى الـ14 امرأة شابة اللواتي قُتلن عام 1989 في معهد الـ’’بوليتكنيك‘‘ في مونتريال.
وأُضيئت شمعة خامسة عشرة تخليداً لذكرى جميع النساء اللواتي قُتلن في سياق العنف المنزلي أو عنف الشريك الحميم.
وفي جامعة مونكتون، في المدينة التي تحمل الاسم نفسه، نُكِّست الأعلام بمناسبة الذكرى وتُنظَّم أنشطة توعوية من وحي المناسبة طيلة 16 يوماً.
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)