أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” بأن العديد من خسائر الكرملين البشرية في الحرب الوحشية التي شنتها قوات الرئيس، فلادمير بوتين، تأتي من أماكن نائية وفقيرة.
وينتمي الجنود القتلى لأماكن مثل توفا الحدودية مع منغوليا وغيرها من المجتمعات الأقل نموًا على هوامش البلاد، تأتي ضحايا الجيش الروسي في حرب أوكرانيا، بحسب رصد الصحيفة الأميركية للنعي في وسائل الإعلام المحلية ومنشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي من الأقارب.
وقالت “وول ستريت جورنال” إن تلك المناطق الفقيرة التي تأتي على هامش البلاد، غالبًا ما تكون الوظائف فيها قليلة والجيش يوفر الأمن وفرصة لحياة أفضل.
في الأشهر الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا، احتفظ فلاديسلاف خوفاليغ، رئيس منطقة توفا الواقعة في جنوب سيبيريا النائية، بإحصاء متواصل على وسائل التواصل الاجتماعي لرجال محليين قُتلوا أثناء القتال في الصراع، مشيدا بوطنيتهم وبطولاتهم.
في النهاية، مع تصاعد الخسائر البشرية الناجمة عن الغزو، توقف خوفاليغ عن الإحصاء.
ولم يقدم مسؤولو الدفاع في موسكو أي إحصاءات رسمي للخسائر في البلاد منذ مارس. في ذلك الوقت، بلغ عدد القتلى 1351 عسكريا فيما تسميه الحكومة الروسية “عملية عسكرية خاصة”.
وظلت السلطات في روسيا تتكتم على الأعداد الحقيقية للجنود والضباط الذين قتلوا في أوكرانيا منذ آخر حصيلة نشرتها وزارة الدفاع في مارس.
وقدرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن ما يصل إلى 80 ألف جندي روسي أصيبوا أو قتلوا في الصراع.
ولم يرد الكرملين ولا وزارة الدفاع الروسية على طلب الصحيفة الأميركية للتعليق على سبب عدم نشر الأرقام المحدثة لقتلى الحرب منذ مارس، أو على مزاعم المسؤولين الغربيين والأوكرانيين بأن موسكو تعمد إخفاء البيانات عن الجمهور الروسي.
في مارس، أصدرت روسيا قانونا يهدد بسجن أي شخص ينشر ما تعتبره السلطات معلومات كاذبة حول عملية روسيا في أوكرانيا أو لما تعتبره تشويهًا لمصداقية الجيش.
وأجبرت التشريعات الأخرى التي تجرم نشر معلومات حول مقتل أفراد عسكريين أثناء خدمتهم في عمليات عسكرية خاصة بعض وسائل الإعلام الروسية على الإنترنت على حذف المعلومات المنشورة سابقا حول العسكريين الروس الذين قُتلوا أثناء خدمتهم في أوكرانيا.
وقُتل ما لا يقل عن 92 رجلا من توفا منذ بدء الغزو في فبراير وهو رقم كبير بالنظر إلى إجمالي عدد سكانها الذي يزيد قليلا عن 332 ألف نسمة.
تحتل توفا المرتبة الثالثة من أسفل بقائمة مكونة من 85 منطقة في البلاد في المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية الشاملة التي تشمل مستويات الفقر والبطالة ومتوسط العمر المتوقع، وفقا لبيانات حكومية جمعتها وكالة الأنباء الحكومية “RIA Novosti” وتم إصدارها في شهر مايو.
ويبلغ متوسط الدخل الشهري حوالي 20 ألف روبل (نحو 328 دولار) بأسعار الصرف الحالية، مقارنة بالعاصمة موسكو، حيث يبلغ متسوط الدخل فيها 1550 دولارا شهريا.
ويعيش ما يقرب من ثلث سكان توفا تحت خط الفقر، مما يعني أن دخلهم أقل من متوسط دخل المعيشة الشهري الموصى به للدولة البالغ 11908 روبل أي حوالي 196 دولار.
وسجلت مناطق نائية أخرى أعداد كبيرة من الضحايا خلال غزو أوكرانيا مثل بورياتيا في شرق سيبيريا، وألتاي جنوب سيبيريا وأوسيتيا الشمالية في شمال القوقاز، بالإضافة إلى منطقة بسكوف، وفقا للمعلومات جمعتها صحيفة “وول ستريت جورنال” من وسائل التواصل الاجتماعي وبيانات عن مسؤولين إقليميين.
وصنفت تلك المناطق من بين المناطق الـ 15 الأدنى على مستوى البلاد من حيث التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وتقع جميعها مثل توفا، على طول حدود روسيا وغالبا ما تكون موطنا لقواعد عسكرية.