الاستشراق وتمثيل الجاليات العربية في السينما موضوع نقاش في مهرجان الأفلام الناطقة بالفرنسية ”سينيمانيا‘‘ .
وتمّ تنظيم هذا الحدث بالتعاون مع جمعية ’’نوال‘‘ (NAWAL) التي تعمل على تعزيز وجود أشخاص من شمال أفريقيا وغرب آسيا في صناعة السينما الكندية.
وفي بداية اللقاء، أوضحت منشطة الندوة، سارة ناصر، وهي نفسها مخرجة، أن ’’ليس هناك وجود للشرق‘‘، مستشهدة بالمفكّر الفلسطيني الأميركي إدوارد سعيد، مؤلف كتاب ’’الاستشراق‘‘ الشهير.
بالنسبة لإدوارد سعيد، الأمر بسيط للغاية. لكي نمنح أنفسنا الإذن لاستعمار هذا الجزء من العالم ونهب موارده والاستيلاء عليها، سواء كانت مادية أو غير مادية، كان من الضروري للغاية أن نزرع في أذهان الناس فكرة أن كل هذه البلدان الشرقية هي كتلة متجانسة.
نقلا عن سارة ناصر، مخرحة
وهذه الكتلة مكونة من ’’عرب ومسلمين هم في الواقع أدنى مستوى حضاريا. وتضيف: ’’هذا يفتح الباب أمام ضرورة استعمارهم وجلب الحضارة لهم‘‘.
وفي الغرب، فالتعريف المعتاد للاستشراق مختلف تماماً: ’’الاستشراق هو حركة أدبية وفنية ولدت في أوروبا الغربية في نهاية القرن الثامن عشر. ومن خلال انتشاره طوال القرن التاسع عشر، فإنه يمثل اهتمام وفضول الكتاب ببلدان المغرب العربي والشرق الأوسط‘‘.
وبالنسبة لسارة ناصر، في الوقت الحاضر ’’التوقعات التي لدينا عندما نزور بلداً ما، على سبيل المثال، غالباً ما تأتي من التمثيلات التي تنقلها الصور والسينما والحركات الفنية ووسائل الإعلام.‘‘
’’نوال‘‘ (NAWAL)
ولمواجهة تأثيرات الاستشراق في الأفلام المنتجة في كيبيك وكندا، من بين أمور أخرى، تم قبل عام إنشاء جمعية من قِبل منتجي أفلام الكنديين ينحدرون من العالم العربي وحلفائهم.
صامويل غانيون وبهيجة سويسي من كيبيك هما المؤسسان المشاركان مع آنيا جميلة هوار من أونتاريو لجمعية ’’نوال‘‘.
تقول بهيجة سوسي، وهي منتجة: ’’لقد أنشأنا الجمعية لأن الناس من العالم العربي ليس لديهم صوت هنا، عندما يعطي فيلم، على سبيل المثال، صورة سيئة عن العرب‘‘.
وبدون الرغبة في إعطاء مثال على الأفلام التي لا تمثل المجتمعات العربية بشكل جيد، يضيف صامويل غانيون: ’’نريد أن نكون ’الرقيب‘ وندق ناقوس الخطر عندما يحدث هذا النوع من التصرفات.‘‘
وبالنسبة له، فإن الجمعية لا تنوي التنديد فحسب، بل ’’سندعم أيضاً مجتمع صانعي الأفلام من شمال إفريقيا وغرب آسيا في كندا.‘‘