مقدمة
تاريخ الكلدان هو جزء مهم من تاريخ البشرية، حيث يعود إلى حضارات ما بين النهرين القديمة. الكلدان، بتراثهم الثقافي والديني الغني، يواجهون تحديات كبيرة في العصر الحديث. يسعى هذا التقرير لتسليط الضوء على الوضع الراهن للكلدان، إلى جانب العوامل التي أدت إلى تشرذمهم، مع تقديم بعض التوصيات لتعزيز وحدتهم. حيث يُقدر عدد الكلدان في العالم بحوالي 1.5 مليون نسمة، يتوزعون بين العراق ودول المهجر، ويشكل الكلدان في العراق نسبة صغيرة من السكان. يُلاحظ تزايد أعداد الكلدان في المهجر، خاصة في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا، مما يساهم في تنوع تجاربهم ومعاناتهم. وينتمي الكلدان إلى الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، وهي جزء من الكنيسة الكاثوليكية العالمية. يتميزون بتراث ثقافي غني يتضمن اللغة الكلدانية، الفولكلور، والموسيقى التقليدية إلا أن الانفتاح على ثقافات جديدة قد ساهم في تآكل بعض جوانب الهوية الثقافية. واما هوامل التشرذم فهي نتيجة الأوضاع السياسية والصراعات والنزاعات. فمنذ عام 2003، تعرض العراق لصراعات سياسية وعسكرية أدت إلى زعزعة الأمن والاستقرار. والكلدان كبقية المكونات عانوا من عمليات تهجير قسري مما زاد من تفكك المجتمع. وقلة التمثيل السياسي الفعّال للكلدان في الحكومة العراقية وأجهزة الدولة، مما يؤدي إلى تهميشهم وفقدان حقوقهم. وخصوصا تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة التي دفعت الكثير من الكلدان إلى الهجرة بحثًا عن فرص أفضل. الهجرة ساهمت في تشتت العائلات، مما أدت إلى ضعف الروابط الاجتماعية والثقافية. وفقدان الهوية في المهجر واجه الكلدان تحديات في الحفاظ على هويتهم الثقافية بسبب الانصهار في المجتمعات الجديدة، مما يؤثر على الأجيال القادمة. وكذلك الاختلافات الدينية والتنافس بين الطوائف ووجود انقسامات داخل الطائفة الكلدانية وبين الطوائف المسيحية الأخرى كان السبب من تعقيد المشهد. والتي كانت احدى اهم الأسباب إلى ضعف التنسيق والتعاون بين المجتمعات المسيحية. والتأثيرات الثقافية الناتجة عن العولمة ساهمت في تآكل الهوية الكلدانية. وقد يؤدي الابتعاد عن اللغة والثقافة إلى فقدان الانتماء لدى الأجيال الجديدة. وهنا يأتي دور المنظمات الثقافية الكلدانية أن تعمل على تنظيم فعاليات ثقافية تهدف إلى الحفاظ على اللغة والتراث، مثل المعارض الفنية، المهرجانات، وورش العمل.
الظروف تحتاج الى تأسيس منظمات غير حكومية تسعى للدفاع عن حقوق الكلدان وتعزيز قضاياهم في الساحة السياسية والاجتماعية. مثل هذه المنظمات ستلعب تلعب دورًا مهمًا في توحيد الجهود وتعزيز الهوية.
- الخاتمة
الوضع الكلداني معقد ويتطلب جهودًا جماعية لحماية الهوية وتعزيز الوحدة. على الرغم من التحديات، هناك فرص متاحة للعمل الجماعي، والدفاع عن حقوقهم، والحفاظ على التراث الثقافي.
- توصيات
دعم المنظمات الكلدانية ومن الضروري دعم المنظمات المحلية والدولية التي تعمل على تعزيز الهوية الكلدانية والدفاع عن حقوقهم. وتعزيز التعليم الثقافي من خلال إنشاء برامج تعليمية لتعليم اللغة الكلدانية والتاريخ والتراث، خاصة في المجتمعات المهجرية. وإنشاء قنوات تواصل والعمل على إنشاء منصات تواصل بين الكلدان في العراق والمهجر لتعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية، مما يساعد في بناء مجتمع متماسك.
يحتاج الكلدان إلى تكثيف جهودهم لتعزيز الوحدة والتضامن. التحديات كثيرة، لكن بالإرادة المشتركة والعمل الجماعي، يمكن التغلب على العوائق وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
غسان فؤاد ساكا/ كندا