اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس، برفقة وزراء في حكومة الاحتلال، ومسؤولين في جمعيات استيطانية، ومئات المستوطنين باحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة، بحماية معززة من قوات الاحتلال الخاصة.
وقال مصدر في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس فضل عدم ذكر اسمه في حديث لـ”العربي الجديد”، إن 1758 مستوطنًا اقتحموا المسجد في الفترة الصباحية، و393 مستوطنًا في فترة ما بعد الظهيرة.
ووفق المصدر، كان من بين المقتحمين يتسحاق ويسرلاوف وزير النقب والجليل في حكومة الاحتلال، ووزير الطاقة يسرائيل كاتس، إضافة إلى رئيس “اتحاد منظمات المعبد” الحاخام شمشون إلباوم، الذي يحظى بدعم حكومي وأمني غير مسبوق.
وتخلل الاقتحامات منع المصلين والمرابطين من التواجد، والاعتداء على بعضهم وعلى حراس المسجد الأقصى، وعلى الصحافي والناشط المقدسي أحمد الصفدي.
وذكر موقع “يديعوت أحرونوت” أنّ بن غفير كان قد أبلغ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مسبقاً بنيته اقتحام الأقصى.
وانتشرت قوات الاحتلال بكثافة داخل باحات المسجد الأقصى وقيدت حركة المصلين فيه، كما منعت أعداداً من الشبان والمصلين الفلسطينيين من الدخول إلى هناك خلال عملية الاقتحام.
وأدّى المستوطنون صلوات ورقصات وهتافات داخل ساحات الأقصى.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مصلى قبة الصخرة في المسجد الأقصى بحجة ملاحقة أحد الشبان، وخلال ذلك حدث تدافع مع أحد حراس المسجد والاعتداء عليه.
وسبق اقتحام بن غفير الأقصى أداؤه، بعد منتصف ليل الأربعاء، صلوات تلمودية عند أحد أبواب الأقصى بعدما قاد مسيرة الأعلام الاستفزازية بذكرى ما يسمى خراب الهيكل المزعوم، حيث جابت المسيرة البلدة القديمة وصولاً إلى باب القطانين، أحد أبواب الأقصى.
وقال بيان صادر عن مكتب بن غفير إنه اقتحم المسجد الأقصى، صباح اليوم الخميس، بمناسبة ما يُسمى إسرائيلياً ذكرى “خراب الهيكل”، مضيفاً أنه “المكان الأهم لشعب إسرائيل، والذي علينا العودة إليه وفرض حكمنا فيه”.
بن غفير يقتحم البلدة القديمة في القدس للمشاركة في مسيرة الأعلام
ووقف بن غفير، وفق فيديو تم تداوله، في الزاوية الشرقية من الحرم القدسي الشريف، حيث جرت العادة أن يؤدي المستوطنون طقوساً دينية تلمودية خلال اقتحامهم المسجد واستفزاز مشاعر المسلمين، فيما تتغاضى شرطة الاحتلال الإسرائيلية عن ذلك، كما يظهر في الفيديو عدد من مرافقي بن غفير يقرأون من هواتفهم الخليوية.
وانسحب بن غفير من باحات المسجد الأقصى، بعدما قاد اقتحام المستوطنين المسجد بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث استغرق الاقتحام نحو 50 دقيقة.
من جانبها، قالت المرجعيات الدينية في القدس في بيان صحفي، إن “المجموعات الاستيطانية لم تتوانَ عن إثارة واستفزاز مشاعر المسلمين في مشهد يدمي العيون من تأدية طقوس دينية صاحبها صراخ مستفز في كافة أنحاء المسجد الأقصى ومحيطه”.
وناشدت المرجعيات العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، صاحب الوصاية على المقدسات، التدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات المستمرة بحق الأقصى، داعية الأمة الإسلامية والمجتمع الدولي “لوقف سياسة الصمت والمجاملة والقيام بتحرك فاعل لحماية الأقصى قبل فوات الأوان”.
ويتزامن اقتحام بن غفير للأقصى مع ذكرى الانتصار الذي سجله المقدسيون في هبة البوابات الإلكترونية قبل عدة سنوات.
وهذا هو الاقتحام الثالث الذي يقوم به بن غفير منذ تشكيل حكومة الاحتلال الحالية، إذ سبقه اقتحامان في مايو/ أيار الماضي، وقبل ذلك في يناير/ كانون الثاني.
وخلال اقتحامه المسجد الأقصى قبل نحو شهرين، قال بن غفير “نحن أصحاب القدس وسائر أرض إسرائيل”. وأثارت اقتحامات بن غفير إدانات واسعة من قبل الأردن ومصر وعدة دول اعتبرتها انتهاكاً للوضع القائم في الأقصى.
وخلال اقتحامه، في يناير/ كانون الثاني الماضي، قال بن غفير “حكومتنا لن تخضع لتهديدات حماس”، مضيفاً أنّ الحرم القدسي هو “المكان الأهم لشعب إسرائيل، ونحن نحافظ على حرية الحركة للمسلمين والمسيحيين، ولكن اليهود أيضاً سيصعدون إلى جبل الهيكل”، على حد تعبيره.