أعرب رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو عن دهشته من حصول شركة مرتبطة بالصين على عقد لتزويد الشرطة الملكية الكندية (الشرطة الفدرالية) بمعدات لاسلكية وصيانتها، ووعد بإجراء مراجعة لعملية منح العقد.
ويهدف العقد، البالغة قيمته نصف مليون دولار كندي، للحصول على نظام لتحصين الاتصالات اللاسلكية الأرضية للشرطة الملكية. ووفقاً لمعلومات حصل عليها راديو كندا، تمّ منحه في تشرين الأول (أكتوبر) 2021 إلى شركة ’’سينكلير للاتصالات‘‘ (Sinclair Technologies) الواقع مقرّها في مقاطعة أونتاريو ولكن التي تشرف عليها شركة ’’هايتيرا للاتصالات‘‘ (Hytera Communications) الصينية منذ عام 2017.
و’’هايتيرا للاتصالات‘‘ مملوكة جزئياً من الحكومة الصينية ويُحظَر بيع منتجاتها في الولايات المتحدة. ومن هنا مخاوف كندا من احتمال وصول الصين إلى اتصالات الشرطة الملكية، وهذا في ظلّ علاقات متوترة بين البلديْن.
’’أجد هذا الأمر مُقلقاً‘‘، قال ترودو أمس خلال مؤتمر صحفي على هامش المؤتمر الخامس عشر للأطراف (COP15) الهادف إلى تجديد اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، وهو مؤتمر ترأسه الصين وانطلق الجزء الثاني من أعماله أمس في مونتريال.
وأشار ترودو إلى أنّه سبق لوكالات الأمن الكندية أن حذّرت من ’’تدخلات أجنبية في مؤسساتنا وبُنانا‘‘.
وتابع أنّ هذه التحذيرات لم تمنع مسؤولين كنديين من ’’توقيع عقود مستواها الأمني موضعُ شك بالنسبة لعملياتنا وللأمن القومي لمؤسساتنا كالشرطة الفدرالية الكندية‘‘.
’’سنتابع هذا الملف‘‘، أكّد رئيس الحكومة الليبرالية، واعداً بضمان أن تكون تقنيات الاتصالات المستخدمة من قبل الحكومة ووكالاتها آمنة.
وعلى الحكومة أيضاً ’’التأكد من أنّ كندا لا توقّع عقوداً مع صاحب العطاء الأقل سعراً ثم تعرّضنا لثغرات أمنية‘‘، أضاف ترودو.
وأقرّ مسؤولو المشتريات الفدرالية لراديو كندا بأنّ الأمن القومي لم يؤخذ في الاعتبار عند منح العقد لـ’’سينكلير للاتصالات‘‘.
أمّا الشرطة الملكية الكندية فأعربت، من جهتها، عن ثقتها بأنّ نظام تحصين الاتصالات اللاسلكية الأرضية الذي يتم تركيبه حالياً، سيكون آمناً.
يُشار إلى أنّ الهيئة الأميركية لتنظيم الاتصالات، التي تعتبر أنّ ’’هايتيرا‘‘ تشكل تهديداً للأمن القومي للولايات المتحدة، حظرت في تشرين الثاني (نوفمبر) بيع المنتجات الجديدة لهذه الشركة الصينية في السوق الأميركية، كما فعلت مع منتجات شركة ’’هواوي‘‘، الصينية أيضاً.
كما تتم مقاضاة ’’هايتيرا‘‘ في الولايات المتحدة من قبل منافستها الأميركية ’’موتورولا‘‘ التي تتهمها بالتجسس الصناعي، وهو ما تنفيه الشركة الصينية.
(نقلاً عن تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية منشور على موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)