أجرى رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو تغييرات هائلة على حكومته الأسبوع الماضي في خطوة وصفها محللون سياسيون بأنها شكلية أكثر منها جوهرية، ولكن المستشارين المقربين للزعيم الليبرالي يعتقدون أنها تظهر تصميمه على السعي لتحقيق فوز رابع في الانتخابات٬ وفقا لتقرير رويترز.
قام ترودو بتغيير أو نقل ثلاثة أرباع حكومته، حيث أظهرت سلسلة من استطلاعات الرأي الأخيرة أن الليبراليين ذوي الميول اليسارية يتخلفون عن منافسيهم المحافظين من يمين الوسط بعد ما يقرب من ثماني سنوات في السلطة.
فقد أدت أزمة تكلفة المعيشة، والارتفاع الحاد في أسعار الفائدة، والنقص المزمن في المساكن، إلى منح زعيم حزب المحافظين المعارض بيير بوالييفر الذخيرة لمهاجمة ترودو، متهما إياه بتغذية زيادات الأسعار نتيجة الإنفاق الحكومي المسرف.
وأظهر استطلاع Abacus Data الذي نُشر يوم الأربعاء تقدما بنسبة 38 في المئة في الدعم العام للمحافظين مقارنة بـ 28 في المئة لليبراليين، وهو ما يكفي لضمان فوزهم في الانتخابات الآن، وأظهرت استطلاعات أخرى اختلافا أضيق بين الحزبين.
ووصف ترودو التغيير باعتباره وسيلة لبناء فريقه الاقتصادي الأساسي استجابة لتحديات تكلفة المعيشة التي واجهها الكنديون لأكثر من عامين.
ولكن مع احتفاظ وزيرة المالية كريستيا فريلاند، وهي أيضا نائبة رئيس الوزراء، بوظيفتها، يتساءل بعض المحللين عن التأثير الحقيقي للتغييرات.
وقال Robert Asselin، نائب الرئيس الأول للسياسة في مجلس الأعمال الكندي: “لا أشعر بأي تغيير بالنظر إلى أن اللاعبين الرئيسيين – وزيرة المالية ورئيس الوزراء – يشيرون إلى أن الأمور تسير كالمعتاد”، وأضاف أن التغيير كان “مسرحية”.
وكانت قد أبرمت حكومة الأقلية التي يرأسها ترودو اتفاقا مع الديمقراطيين الجدد ذوي الميول اليسارية، الذين وعدوا بإبقاء الليبراليين في السلطة حتى عام 2025، ولكن الصفقة ليست ملزمة ويحتاج ترودو إلى فريق حملته ليكون متأهبا في كل الأوقات.
وقال مصدران حكوميان بارزان إن ترودو يعيد تعيين وزرائه للاستعداد لمعركة ليصبح أول زعيم منذ عام 1908 يفوز بأربع انتخابات متتالية.
وأكد أشخاص مقربون من ترودو أنه لا يُظهر أي علامات على التنحي والسماح لشخص آخر بتولي المسؤولية بعد فوزه بأغلبية في عام 2015، وبأقلية في عامي 2019 و2021.
وبحلول موعد الانتخابات القادمة في عام 2025، سيكون ترودو في السلطة لمدة 10 سنوات، ويمكن أن يكون الكنديون في مزاج للتغيير، ولم يفز أي رئيس وزراء كندي منذ ويلفريد لورييه في عام 1908 بأربعة انتخابات متتالية.
وبحسب البنك المركزي، فإن التضخم الرئيسي سيعود إلى هدفه البالغ 2 في قبل موعد الانتخابات المقبلة.
وقال Shachi Kurl رئيس شركة استطلاعات الرأي في معهد أنجوس ريد: “قد تتبخر أي ميزة يتمتع بها المحافظون في هذا الشأن إذا رأينا عودة التضخم وأسعار الفائدة إلى الوضع الطبيعي بحلول الانتخابات المقبلة”.