ليلة واحدة تفصلنا عن دخول الجيش العراقي عامه الـ103، حيث يحتفل العراق في 6 كانون الثاني من كل عام بذكرى تأسيس جيشه الباسل، الذي يسطر أروع التضحيات على طول تلك السنين، فارضاً هيبته بين جيوش العالم.
*التأسيس وأول تسمية
تأسس الفوج الأول للجيش العراقي في يوم 6 كانون الثاني عام 1921 في العهد الملكي، وحمل اسم “موسى الكاظم” مؤلفاً من اعداد كبيرة من ضباط النخبة الذين انخرطوا في الجيش العثماني حينذاك، مع التنامي السريع في صفوفه ليشكل فرقتين للمشاة، إحداهما في الديوانية جنوبي العراق، والأخرى بكركرك في الشمال، إضافة إلى تشكيل القوة الجوية عام 1931 والبحرية عام 1937.
ودخل الجيش العراقي العديد من الحروب لاسيما مع الوجود البريطاني آنذاك ودعم الثورات والانقلابات التي قادها ضباط الجيش دون وجل، رغم سطوة المستعمر وفي عام 1936 شارك الجيش في أول انقلاب عسكري بقيادة قائد الفرقة الثانية الفريق “بكر صدقي” لتشكيل حكومة جديدة برئاسة حكمت سليمان، وفي عام 1941 تمكن رشيد عالي الكيلاني بمساندة العقداء الأربعة (صلاح الدين الصباغ وفهمي سعيد وكامل شبيب ومحمود سلمان)، من إسقاط حكومة الوصي عبد الإله وتشكيل حكومة برئاسته تسمى ثورة مايو.
وأعاد الجيش الكرَة يوم 14 تموز 1958 بالإطاحة بالملك فيصل الثاني بتخطيط الضابطين عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف، اللذين تمكنا من إزاحة الحكم الملكي القائم حينذاك، وكانت المحطة الأخيرة للانقلابات بعد خمس سنوات قادها الجيش في شباط 1963 باغتيال عبد الكريم قاسم وسيطرة حزب البعث على مفاصل الدولة.
*حروب دخلها العراق
خاض الجيش العراق حروباً كثيرة، تمثلت بالحرب ضد “إسرائيل” عقب انتهاء الانتداب البريطاني لفلسطين عام 1948، والتي سقط فيها العشرات من الشهداء بين صفوفه وسميت بحرب النكبة، كما وقف الجيش العراقي إلى جانب الجيشين السوري والمصري في حرب السادس من تشرين الأول 1973، فكانت له ملاحم وبطولات فيها، وخاض حربا طويلة ضد ايران استمرت ثمانية سنوات، والتي تعد أطول حرب شهدتها المنطقة، سقط فيها عشرات الآلاف من الضحايا خلال ثماني سنوات من القتال الشرس في الجو والبحر والبر, انتهت بموافقة الجانب الإيراني على وقف إطلاق النار 1980 – 1988، وتمكن العراق من اجتياح عام 1990 خلال يومين وبسط سيطرته على كافة الأراضي الكويتية، فكان ذلك مقدمة لحرب الخليج الثانية بزعامة الولايات المتحدة التي قادت تحالفا دوليا لإخراج القوات العراقية من الكويت واستهداف المواقع العسكرية الحساسة في العمق العراقي.
وفي العام 2003، دفعت الولايات المتحدة مبررات واهية لغزو العراق، أسقطت حينها نطام الحكم بالإضافة الى الآلاف من الضحايا والدمار بذريعة امتلاكه أسلحة للدمار الشامل، وفي 23 أيار من نفس العام أصدر الحاكم المدني الأميركي بول بريمر قرارا بحلّ الجيش العراقي وتسريح جميع عناصره وملاحقة آخرين منهم.
*”القاعد والطائفية وداعش”
كان للجيش العراقي دورا كبيرا، في بسط الامن بعد عام 2003 خصوصا بعد ظهور التسميات الإرهابية مثل “القاعدة” التي كان عناصرها يسعون الى التخريب وظهر نوع من الطائفية في عام 2006 – 2007 وما كان للجيش الا قيامه بالتهدئة والقبض على المتسببين بها، فضلا عن سيطرة عصابات داعش الإرهابي على ثلث مساحة العراق عام 2014 وسقوط محافظات (الموصل والأنبار وأجزاء من صلاح الدين وديالى)، حينها سجل الجيش أروع البطولات التاريخية وأسمى التضحيات المشرفة واستعادة الأراضي وتحريرها من دنس تلك العصابات في كانون الثاني 2017″.
*تصنيفه دولياً
حل الجيش العراقي، في المرتبة الثالثة عربياً والـ23 عالمياً، بعدد قواته “الجاهزة للقتال” والبالغة 200 ألف مقاتل، بحسب موقع “غلوبال فاير بَوَر” الأمريكي.
وكان الجيش العراقي، قد حل في المرتبة 57 عالميا عام 2021، وقفز في العام 2022 إلى المرتبة 34، قبل أن يحتل المركز 23 للعام 2023.
ويصل عدد جنود الجيش العراقي إلى 330 ألف جندي بينهم 200 ألف قوات عاملة و130 ألف جندي قوات شبه عسكرية، بينما لا توجد قوات احتياطية، حسبما أشارت الإحصاءات لعام 2022.
وأشار الموقع إلى أن القوة البشرية لأي جيش تضم 3 أقسام هي: القوات العاملة، القوات الاحتياطية، القوات شبه العسكرية، موضحاً أن مصطلح “القوات العاملة” يرمز إلى جميع الأفراد العسكريين الموجودين في الخدمة في جيوشهم ولديهم الاستعداد للقتال في أي لحظة إذا صدرت أوامر بذلك.
وبحسب إحصائيات الموقع، فإن بعض الدول التي تصنف جيوشها ضمن أقوى 10 جيوش في العالم، ليست ضمن القائمة التي تضم أضخم 10 قوات عاملة في 2023، ويشمل ذلك بريطانيا وفرنسا واليابان وإيطاليا.
يذكر أن أضخم 10 جيوش في العالم في عام 2023 هي على التوالي: الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين والهند وبريطانيا وكوريا الجنوبية وباكستان واليابان وفرنسا وإيطاليا.
السومرية نيوز