تحتضن مدينة تورنتو الكندية في مقاطعة أونتاريو النسخة العاشرة للمهرجان اللبناني الذي يدوم من 28 إلى 30 يونيو/حزيران 2024.
حوْل طاولة وُضعت أمام خيمة تعلوها لافتة مكتوب عليها بالأحرف اللاتينية ’’حانة الجميزة‘‘ (Gemmayzeh – Bar) إلى جانب عبارة ’’المهرجان اللبناني في تورنتو‘‘ (Lebanese Festival Toronto 2024)، بينما كانت مكبّرات الصوت تصدح بموسيقى وأغاني لبنانية، جلس مساء الجمعة الماضي ثلاثة أصدقاء لاحتساء مشروب العرق اللبناني.
ومثل هذا المشروب فإنّ ’’الجميزة‘‘ مرتبط أيضا بلبنان، فهو اسم لأحد أحياء العاصمة اللبنانية بيروت اختاره منظّمو المهرجان لتسمية هذه الخيمة.
وتمّت تسمية الخيم المجاورة الأخرى التي تشكّل سوقاً داخل فضاء المهرجان بأسماء مناطق ومدن لبنانية متعدّدة.
ويشارك الأصدقاء الثلاثة في هذا المهرجان اللبناني منذ تأسيسه عام 2015 كما قال إيلي طنوس الذي يشارك أيضاً بصفته متطوّعاً.
ويقيم هذا الدكتور اللبناني في الفيزياء و الأستاذ المتقاعد حديثاً من تدريس هذه المادة في إحدى الثانويات الفرنكوفونية الخاصة في تورونتو، في كندا منذ 33 عاماً.
وبالنسبة له، فإنّ هذا المهرجان يمثّل روح الشعب اللبناني.
يمثّل هذا المهرجان روح الشعب اللبناني الذي يمكنه أن يعيش مع كلّ الشعوب.نقلا عن إيلي طنوس، متطوّع في المهرجان اللبناني في تورونتو
ويضيف هذا الأخير أنّه من المهمّ ’’أن نُظهر للكنديين أنّه على عكس ما يصوّرنا البعض كشعب منعزل وطائفي، فنحن شعب يمثّل فكر وثقافة الشرق الأوسط.‘‘
وذكر كيف كانت تعيش مختلف الديانات والأعراق بانسجام في لبنان قبل الحرب التي يعتبرها ’’حرباً أهلية، بل حر الآخرين على لبنان.‘‘
ويقول صديقه جورج لطوف، الذي هاجر من لبنان إلى كندا منذ 47 عاماً، إنّ ’’المهرجان يعطينا فرصة الالتقاء بأصدقائنا ويمكنّنا من دعم كنيستنا [التي تنظّم الفعالية].‘‘
وعن الأوضاع الحالية في لبنان في ظلّ المخاوف من نشوب حرب بين إسرائيل وتنظيم ’’حزب الله‘‘ اللبناني، يقول إنّه كان يعتزم السفر في شهر سبتمبر/أيلول أوأكتوبر/تشرين الأول لقضاء بعض الوقت هناك لكنّه عدل عن ذلك.
’’لديّ أفراد من عائلتي لا زالوا يعيشون في لبنان. ومن عادتي أن أقضي شهرا أو خمسة أسابيع هناك كلّ عام أوعامين‘‘، كما يقول رجل الأعمال المتقاعد.
ويرى السيد لطوف أنّ دعوة وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي المواطنين الكنديين المتواجدين في لبنان مغادرة هذا البلد مادام بإمكانهم القيام بذلك ’’قرار صائب حتى لا يتكرّر ما حدث في حرب [صيف] 2006 [بين إسرائيل وتنظيم حزب الله اللبناني].‘‘
في ذلك الوقت، أجلت الحكومة الكندية 15 ألف كندي لبناني إلى قبرص عبر البحر ثمّ إلى كندا.
ومن جانبه، يقول الصديق الثالث في المجموعة، سمير حرفوش، الذي هاجر من لبنان إلى كندا في عام 1988 إنّه يشارك في المهرجان منذ تأسيسه.
ويضيف أستاذ مادة الفيزياء المتقاعد من مدرسة خاصة في تورنتو إنّ ’’المهرجان يشهد حضور جميع فئات الجالية اللبنانية من مسيحيين ومسلمين ودروز.‘‘
وفي حوار مع راديو كندا الدولي، أوضح زياد قزي، منسّق المهرجان اللبناني في تورنتو، أنّ الهدف من المهرجان هو ‘‘جمع الجالية اللبنانية و الاحتفاء بعقيدتنا وثقافتنا اللبنانية.‘‘
وقال إنّ هذا المهرجان الذي تنظّمه كنيسة سيدة لبنان المارونية بتورونتو مفتوح لكلّ أبناء الجالية اللبنانية وغيرهم حيث ’’نقوم بالدعاية على مستوى كامل منطقة تورنتو.’’
وذكّر أنّ في النسخة الحالية تمّت دعوة مطرب عراقي بالإضافة إلى الفنانين اللبنانيين. ’’نريد الوصول إلى الجالية العربية لأن الكلّ يحب ّ لبنان‘‘، حسب هذا الوكيل المالي المقيم في تورنتو.
المهرجان لبناني لكنّه مفتوح لكلّ أبناء الجالية العربية و للأجانب [من الثقافات الأخرى].