حثّت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي إسرائيلَ على المساعدة في تهدئة الصراعات المتصاعدة في الشرق الأوسط من خلال عدم قصفها إيران رداً على هجوم هذه الدولة عليها نهاية الأسبوع الماضي، وهو هجوم تمّ إحباطه.
’’نعتقد أنه من المهم أن تكون إسرائيل قادرة على حماية نفسها، وهي فعلت ذلك في نهاية الأسبوع (الفائت)‘‘، قالت جولي أمس في مبنى البرلمان الفدرالي في أوتاوا.
والهجوم ليل السبت الأحد كان أول هجوم عسكري على الإطلاق تشنه إيران انطلاقاً من أراضيها على إسرائيل، وتقول طهران إنه استهدف بنى تحتية عسكرية.
وشنت إيران هذا الهجوم بواسطة صواريخ جوالة وصواريخ بالستية وطائرات بدون طيار. وتمكنت إسرائيل والأردن مدعوميْن من القوات الأميركية والبريطانية والفرنسية في المنطقة من اعتراض الغالبية الساحقة من تلك الصواريخ والطائرات.
وقالت جولي إنها تحدثت منذ ذلك الحين مع وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس لثني حكومته عن الرد بضربات مباشرة على إيران.
وأضافت جولي أنها كانت ’’واضحة‘‘ مع نظيرها الإسرائيلي وأنها قالت له: ’’أرجوكم أن تأخذوا النصر وأن تضمنوا أن نستطيع العمل معاً لإعادة السلام إلى المنطقة‘‘.
’’كندا تدفع دبلوماسياً من أجل وقف المزيد من التصعيد‘‘، أضافت جولي.
وتتّهم إسرائيل إيرانَ بتمكين جماعات مثل تنظيم ’’حزب الله‘‘ اللبناني وحركة ’’حماس‘‘ الفلسطينية من مهاجمتها.
ويُعتقد على نطاق واسع أنّ إسرائيل كانت وراء الغارة الجوية التي استهدفت مبنىً ملحَقاً بالسفارة الإيرانية في دمشق في الأول من نيسان (أبريل) الجاري، ما أسفر عن مقتل 16 شخصاً، سبعةٌ منهم ينتمون للحرس الثوري الإيراني وأحدهم هو العميد محمد رضا زاهدي من فيلق القدس وكان أعلى مسؤول عسكري إيراني في سوريا ولبنان.
وبشكل عام، تنظر القواعد الدولية التي تحمي البعثات الدبلوماسية إلى الهجمات على السفارات على أنها تستهدف الدول التي تمثلها هذه السفارات.
ودفعت التوترات المتزايدة بين إسرائيل وإيران حزبَ المحافظين الكندي، الذي يشكّل المعارضة الرسمية في مجلس العموم، إلى تقديم اقتراح في مجلس العموم، مرة أُخرى، بإدراج فيلق حرس الثورة الإسلامية، المعروف على نطاق واسع بالحرس الثوري الإيراني، في قائمة المنظمات الإرهابية في كندا.
وصوّت النواب الكنديون في عام 2018 لصالح اقتراح بإدراج هذا الفيلق، الذي يُعَد فرعاً من القوات المسلحة الإيرانية، في قائمة المنظمات الإرهابية. لكنّ حكومة جوستان ترودو الليبرالية رفضت إجراء متابعة لنتيجة التصويت وقالت إنّها تترك الأمر للمسؤولين الأمنيين لكي يصنّفوا المنظمات الإرهابية بشكل محايد.
وجادل ترودو بأنّ تصنيف هذا الفيلق الإيراني بأكمله كمنظمة إرهابية من شأنه أن يعاقب أشخاصاً يحملون الجنسية الكندية تمّ تجنيدهم في الجيش الإيراني بالقوة.
وبدلاً من ذلك، فرضت حكومة ترودو حظراً على دخول الأشخاص الذين لديهم رتب عالية في الحرس الثوري الإيراني منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 إلى كندا.
وتمّت مناقشة الاقتراح الذي قدّمه أمس النائب المحافظ غارنيت جينيوس بإدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية لأكثر من ساعة في مجلس العموم.
وزيرة الخارجية قالت إنّ الحكومة طلبت من وزارة السلامة العامة الكندية دراسة مثل هذا الإدراج وإنها تواصل ’’ممارسة أقصى قدر من الضغط على النظام الإيراني‘‘.
وأضافت جولي أنها ستناقش فرض المزيد من العقوبات على إيران مع نظرائها وزراء خارجية دول مجموعة السبع في اجتماع هذا الأسبوع في إيطاليا.
’’اعتباراً من الآن، وضمن نطاق صلاحياتي، ما يمكننا القيام به هو أن نحدّد بسرعة الأفراد الرئيسيين الذين يشكلون جزءاً من هذه الأنشطة التي هي أنشطة إجرامية ضد الإسرائيليين وأيضاً ضد مصالحنا‘‘، قالت وزيرة الخارجية الكندية.
نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية،