أتت الحرائق المندلعة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، على أكثر من ألف وخمسمائة فدان من الأشجار في بساتين متنزه يوسمايت القومي، وباتت تهدد المئات من شجر السيكويا المعمّرة والعملاقة.
وفي وقت يواصل فيه رجال الإطفاء حماية أكبر وأقدم أشجار الخشب الأحمر في العالم، قامت فرق الإنقاذ بتفكيك الخيم وإجلاء السكّان من المناطق القريبة من مكان الحريق، حيث تنتشر سحب من الدخان الكثيف.
الحرائق التي اندلعت في السابع من شهر تموز/يوليو الجاري، باتت تهدد 500 شجرة “سيكويا” الشهيرة بمنطقة ماريبوسا غروف، حيث يُعتقد أن هذه الأشجار يبلغ عمرها نحو 3 آلاف عام، والخبر الجيد أن هذه النار لم تأت، حتى الآن، على أيّ منها.
وقالت غرفة عمليات مكافحة الحرائق والطيران لإدارة الغابات: إنها “تقوم بإجراءات استباقية لحماية البساتين” من خلال إنشاء نظام رش لزيادة الرطوبة حول الأشجار.
وأجبرت الحرائق نحو 1600 شخص على إخلاء المنطقة، بما في ذلك سكّان واونا القريبة، حيث ما زال التحقيق جارياً بشأن سبب الحريق الذي يقول مسؤولو الإطفاء إن الأحوال الجوية الدافئة والجافة تجعل السيطرة عليه أمراً صعباً.
وتعدّ أشجار السيكويا من أكبر الأشجار على كوكب الأرض، إذ يبلغ ارتفاعها 83 متراً وقطرها أكثر من 11 متراً عندما القاعدة، كما أن عمرها الطويل على نحو استثنائي، يجعلها أيضاً من أقدم الكائنات الحية على سطح الأرض.
ويتحتل منطقة ماريبوسا غروف مكانة بارزة في التاريخ الأمريكي، كأول منطقة طبيعية ذات مناظر خلاّبة تحميها الحكومة الفيدرالية من أجل “الاستخدام العام” في السياحة والترفيه، وتمّ التوقيع على التشريع من قبل الرئيس إبراهام لينكولن في العام 1864.
يذكر أن الحرائق التي اندلعت العام الماضي دمّرت الآلاف من السيكويا العملاقة في كاليفورنيا، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الجفاف، بسبب التغير المناخي، إلى اندلاع الحرائق في فصل الصيف.