على وقع حوادث باتت متكررة في العراق، أصاب سكان نينوى، الهلع بعد اندلاع النيران في غابات الموصل والتي تصل مساحتها لنحو 900 دونم.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو بثتها مواقع ومنصات (مواقع التواصل الاجتماعي) نيراناً مستعرة ممتدة على مساحات كبيرة من غابة الموصل، فيما كانت فرق الإنقاذ من الدفاع المدني والمتطوعين والأهالي يتصدون للحريق بغية السيطرة عليه.
وبعد نحو 3 ساعات تمكنت مفارز الدفاع المدني بمشاركة 13 فرقة، من إخماد حريق غابات الموصل، بعد أن حولت أجزاء كبيرة منها إلى مناطق سواد ورماد.
عضو شعبة الإعلام في الدفاع المدني المقدم سعد الجبوري قال في حديث، إن “3 ساعات تقريباً هي الفترة التي قاتلت فيها 13 فرقة إطفاء من الدفاع المدني في نينوى لإخماد حريق اندلع في غابات الموصل بالجانب الأيسر من المدينة والتي تعد الغابة الوحيدة للمدينة”.
وأضاف الجبوري أن “سرعة الرياح تسببت بانتشار النيران بمساحات شاسعة خلال وقت قصير جدا، مما زاد المهمة صعوبة على كوادر الدفاع المدني”، مبينا أن “المساحة التي احترقت كانت قرابة 60 دونماً ومئات الأشجار أصبحت رماداً”.
وفيما كانت فرق الإطفاء تكافح النيران، رجح ناشطون ومهتمون في الشأن الموصلي، أن تكون حرائق الغابات قد وقعت بفعل مقصود”.
وبعد وقت قصير من السيطرة على حريق الغابات الذي تسبب بأضرار مادية كبير في عديد الأشجار ومساحات الأراضي الخضراء، أطلق مجموعة من الأشخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملات للتبرع بزراعة الأشجار لتعويض غابات الموصل عما لحق بها جراء الحريق.
الناشط المدني أحمد الشمري، يقول ، إن “غابات الموصل فقدت اليوم بسبب الحريق نحو 80 دونماً ولكن سيتم تعويضها وغسل آثار تلك الفجيعة بزراعة أشجار أجمل وأفضل”.
ويشير الشمري، الذي يشكل أحد الأقطاب المركزية في حملات جميع تبرعات الأشجار في الموصل إلى أن “الكثير من الشكوك تدور حول حريق الغابات وليس كما يتصور البعض بأنه حريق عرضي”.
ويؤكد الشمري، أن “هنالك حملات وضغوطات مارسها بعض الجهات طيلة الفترة الماضية بهدف استلاب تلك المساحات ومحاولات تغير جنسها ومليكتها بهدف تقسيمها إلى أراض سكنية”.
وينوه الشمري إلى أنه “ربما تكون الحرائق الكبيرة التي اندلعت في غابات الموصل الأول من نوعها، ولكن قد سبقها حوادث تجريف على مدار السنوات الماضية بهدف طمسها وإنهاء آثارها الزاهية”.
وأضاف: “حتى الآن تم جمع أكثر من 6 آلاف شجرة وما زالت العمليات تؤشر على ازدياد تلك الأعداد التي جاءت أغلبها من مواطنين ومؤسسات ومنظمات مدنية”، لافتاً إلى أن “بلدية الموصل رفضت السماح بزراعتها كونها من صنف لليوكاليبتوس الذي غالباً ما تتسبب أوراقه بحوادث حرائق كبيرة”.
ويختتم القول: “ننتظر تحديد النوع المطلوب من قبل البلدية لغرض جمعه عن طريق التبرعات والفرق التطوعية على أن نباشر بعمليات التشجير في موافقة أولية مطلع نوفمبر المقبل”.
وغابات الموصل تم إنشاؤها في بادئ الأمر بمساحة 10 دونمات عند الساحل الأيسر لمدينة الموصل والتي سميت في حينها (غابة الحدباء النموذجية) عام 1954 تم امتداد التشجير ليصل الضفة الشرقية لنهر دجلة في الجهة الشمالية للمدينة.
وتوسعت على مراحل إلى أن وصلت إلى مساحة (900) دونم، وقد تمت زراعة أنواع مختلفة من الأشجار مثلا لليوكاليبتوس والإسبندر والنجار والدردار والصنوبر وغيرها من الأنواع والأصناف التي تلائم الظروف البيئية للمدينة.
وكانت هذه الغابة في أحسن حالاتها حتى أواسط الثمانينيات من القرن العشرين عندما تم استقطاع بعض المساحات منها لإقامة بعض المنشآت فيها مثل مقتربات الجسر الثالث والخامس وكذلك فندق نينوى الدولي ومجمع السديري ومجمع القرية السياحية وتوسيع الطريق الرئيسي على حساب الغابة وإنشاء مجموعة كبيرة من الكازينوهات والمطاعم والقاعات وغيرها.
ويسجل العراق منذ سنوات حوادث حرائق تطال المؤسسات الحكومية والمباني التجارية والممتلكات العامة فضلاً عن الأراضي الزراعية والتي غالباً ما تعزوها الجهات المختصة إلى أسباب عرضية.
وبحسب آخر الإحصائيات التي أعلنت عنها مديرية الدفاع المدني، فإن العراق سجل العراق منذ بدء العام الحالي نحو ألف حادثة حريق خلال الشهر الواحد.