قالت مصادر دبلوماسية مصرية لـ”العربي الجديد“، إنّ زيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى المنطقة للمرة الخامسة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تهدف إلى تهيئة المشهد للمرحلة المقبلة التي تلي صفقة تعليق الحرب، مؤكدة أن الوزير الأميركي طالب الوسيط المصري بمزيد من الضغط على حركة حماس للقبول بالتصور المطروح حالياً.
وفي حديثه مع “العربي الجديد”، أوضح دبلوماسي مصري أنه يمكن وصف زيارة بلينكن بـ”زيارة ترتيب الإجراءات العاجلة لليوم التالي لتوقف الحرب، والتوافق على الخطوات الأولى لتلك المرحلة”، مشيراً إلى أن “واشنطن تسعى لحشد دعم مالي ولوجستي وسياسي لخطتها لمرحلة ما بعد الحرب لتثبيت أولى خطواتها، خلال زيارة بلينكن إلى المنطقة”.
وبحسب الدبلوماسي المصري، فإن بلينكن بحث في القاهرة أيضاً إمكانية لعب مصر “دوراً احتوائياً”، مع إيران وأذرعها في المنطقة، بحكم ما تملكه من قنوات يمكن من خلالها منع التصعيد في أعقاب الرد الأميركي على استهداف قواتها الموجودة في الأردن.
ووصل بلينكن القاهرة بعدما غادر الرياض، حيث التقى، أمس الاثنين، مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في طريقه لجولة تشمل مصر وقطر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية.
من جهته، قال مصدر مصري مطلع على تحركات القاهرة الخاصة بملف العدوان على غزة، إنّ هناك توافقاً مصرياً أميركياً على تحجيم الخطط الإسرائيلية الرامية لعمل عسكري واسع في رفح التي تكتظ بالنازحين، مضيفاً في حديثه لـ”العربي الجديد” أن هذا التصور يتعارض مع التوجه الأميركي الذي يتبنى رؤية في هذه المرحلة من الحرب تقوم على الاستهدافات المركزة المبنية على معلومات استخبارية دقيقة.
هل ينجح بلينكن في الضغط لإبرام صفقة في غزة؟
وأوضح المصدر أن ملف الشراكة الأمنية بين القاهرة وتل أبيب فيما يخص الأوضاع الحدودية يعد محوراً رئيسياً ضمن تصور الإدارة الأميركية لليوم التالي في غزة بعد توقف العدوان، لافتاً إلى أن الجانب الأميركي يعمل على صياغة حلول تحقق الأمن لإسرائيل، وتمنع بناء القدرات العسكرية للمقاومة مجدداً، وفي الوقت نفسه لا تتعارض مع المخاوف المصرية أو تمس اتفاقية كامب ديفيد التي تراها واشنطن الإنجاز الأهم لسياستها الخارجية خلال 50 عاماً مضت.
وبحسب المصدر، فإن المباحثات مع الجانب الأميركي في هذا الصدد، تميل إلى كون المساس باتفاقية كامب ديفيد، أو إعادة النقاش بشأن محتوياتها غير مفضل، وليس آمناً في هذا التوقيت.
وعلى صعيد شكل إدارة قطاع غزة عقب العدوان، يقول المصدر إنّ مصر، وبإشراف الإدارة الأميركية، قطعت شوطاً لا بأس به بشأن التقريب بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية، ضمن مسار الترتيبات الخاصة بإدارة تحظى بدعم جميع المكونات الفلسطينية.
بلينكن يلتقي السيسي
والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بلينكن والوفد المرافق له، بحضور وزير الخارجية سامح شكري، ورئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية أحمد فهمي، إنّ وزير خارجية الولايات المتحدة أكد خلال لقائه السيسي على استمرار الولايات المتحدة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بما يدعم جهود الحفاظ على الاستقرار والسلام والتنمية في المنطقة، مضيفاً أن اللقاء ركز على تطورات الجهود المكثفة، الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار فى قطاع غزة، وتبادل المحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإغاثية اللازمة لإنهاء المعاناة الإنسانية بالقطاع.
ووفقا للمتحدث، فقد أوضح السيسي “ما تقوم به مصر من جهود هائلة، في ظروف ميدانية صعبة، في قيادة عملية تقديم وتنسيق وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بالتنسيق مع المؤسسات الأممية والإغاثية ذات الصلة”، مؤكداً أهمية “الدور المحوري الذي تقوم به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) على هذا الصعيد”.