الصيف مرادف للعطل والإجازات للكثير. ولا يعني ذلك الاستجمام في المنتزهات وعلى رمال شواطئ البحيرات الكندية المتعدّدة فقط.
فالصيف هو أيضا فرصة لإثراء ثقافة المرء بالقراءة أو بزيارة المعارض والمتاحف.
وليست هناك حاجة للسفر بعيداً للاحتكاك بالثقافات الأخرى. فعلى سبيل المثال، تحتضن مدينة ميسيساغا القريبة من تورونتو متحفاً لمصر القديمة يعنى بالتاريخ الفرعوني والقبطي.
ومنذ افتتاح هذا المرفق الثقافي، المعروف باسم المتحف المصري (The Egyptian Museum)، في عام 2014، يقدم المتحف للجمهور التاريخ الكامل للحضارة المصرية القديمة، وهي واحدة من أقدم الحضارات في العالم. عالم يعود تاريخه إلى أكثر من 5000 سنة مضت.
و’’يمكن تجربة كل هذا التاريخ والاستمتاع به بالكامل في ساعة واحدة فقط أو أقل‘‘، كما يقول مديره إيهاب بخيت، في حديث مع راديو كندا الدولي.
يمكن للزوار مشاهدة أكثر من 250 قطعة مصرية قديمة معروضة، بما في ذلك الآثار الفرعونية من العصر الفرعوني في مصر والتحف من العصر القبطي.نقلا عن إيهاب بخيت، مدير المتحف المصري (ميسيساغا)
وتتميز الفترة القبطية إلى حد كبير بالتحولات الدينية واللغوية من العصر الفرعوني الأقدم بكثير. واشتهرت بمنسوجاتها المزخرفة بشكل متقن والمحفوظة الآن في العديد من المجموعات.
وتتشكّل أحد المعروضات الرئيسية من نسخ طبق الأصل من كنوز الملك توت عنخ آمون. واشتهر الملك توت بكونه أحد أبرز الفراعنة المصريين القدماء.، وتعود شهرته للمجموعة الذهبية التي عثر عليها سليمة داخل مقبرته.
’’تم اكتشاف مجموعة الآثار الذهبية قبل 100 عام في عام 1922، وأثارت اهتماماً عاماً كبيراً ومتجدداً بالثقافة المصرية والقبطية القديمة في عالمنا المعاصر‘‘، كما أضاف السيد بخيت.
وأحد القطع الأكثر شعبية، والتي يعتبرها الكثيرون رمزاً مصرياً عالمياً، هو القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون.
ويعدّ هذا القناع أحد أشهر الأعمال الفنية في العالم، وأشهر قطعة أثرية تم العثور عليها في مصر على الإطلاق.
ويُعرف أيضًا باسم قناع الموت، وهو مصنوع من الذهب الخالص ومطعم بالزجاج الملون والأحجار شبه الكريمة. ’’إن تفاصيل القناع وتعبيره وألوانه الزخرفية تجعله تحفة من روائع الفن المصري ويظهر مهارات وحرفية الحرفيين القدماء‘‘، حسب مدير المتحف.
يمكن لزوار المتحف المصري في ميسيساغا مشاهدة نسخ طبق الأصل لكنوز الملك توت عنخ آمون.
في حين أن القطع الأصلية موجودة في متحف القاهرة، فإن ’’النسخ المتماثلة الأصلية هي قطع أثرية عالية الجودة صنعها حرفيون ماهرون وهي مطابقة في كل جانب من جوانب القطع الأصلية، باستخدام نفس المواد والأدوات وأساليب التصنيع.‘‘
يعد المتحف المصري جوهرة مخفية لمحبي التاريخ والثقافة على حد سواء.نقلا عن إيهاب بخيت، مدير المتحف المصري (ميسيساغا)
وأضاف أنّه بمثابة مصدر للطلاب والمعلمين الذين يتطلعون إلى استكشاف الثقافة المصرية القديمة ودراسات الشرق الأوسط.
لإثراء تجارب التعلم للزوار، يتم قيادة الجولات المصحوبة بمرشدين مدرّبين. يتم تقديم الجولات باللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية ولغات أخرى عند الطلب.
ويقول المدير إنّ المتحف ’’مصنّف حالياً بـ 4,7 نجوم على موقع غوغل، وتم إدراجه كواحد من أفضل خمسة متاحف في ميسيساغا.‘‘
بالإضافة إلى وجوده في قائمة الأنشطة التي يمكن ممارستها في ميسيساغا على موقع ’’تريب أدفازر‘‘(Tripadvisor).
وحسب مدير المتحف، ’’استمتع العديد من الأشخاص بتجربتهم في المتحف المصري كجزء من السياحة في ميسيساغا.‘‘
وأضاف أنّ ’’ الزوار قالوا إن تجاربهم كانت غامرة وغنية بالمعلومات وتعليمية وممتعة بشكل عام بسبب الموظفين الودودين وذوي المعرفة.‘‘
وذكر الزوار أيضاً أنهم شعروا كما لو كانوا أمام القطع الأثرية والكنوز الأصلية أثناء زيارتهم للمتحف. ’’أنت لست بحاجة حقاً للسفر إلى مصر لتجربة تاريخها.‘‘
وتجدر الإشارة أنّ زيارة المتحف تتمّ عن طريق الحجز المسبق. والدخول مجاني للأطفال.