أمضى حسن القنطار أكثر من عقد في حالة من عدم اليقين بسبب مسائل بيروقراطية بحتة، ويضاف إلى سنوات الانتظار العشر أكثر من سبعة شهور عاش خلالها القنطار في صالة مطار كوالالمبور في ماليزيا، ليمنح أخيرا المواطنة الكندية.
مُنح حسن القنطار الجنسية الكندية الأربعاء من هذا الأسبوع خلال حفل افتراضي شارك فيه من غرفة نومه في مدينة برينستون (Princeton) في جنوب مقاطعة بريتيش كولومبيا في أقصى الغرب الكندي.
وكان اللاجئ السوري استرعى انتباه رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال إقامته في مطار كوالالمبور لمدة تجاوزت الـ 7 أشهر في عام 2018.
كان حسن القنطار عالقا في ماليزيا لأنه لم يكن يريد العودة إلى سوريا في خضم الحرب الأهلية، كذلك لم يرغب أي بلد في استضافته.
هذا وبفضل المساعدة التي حظي بها من سكان بريتيش كولومبيا بمشاركة الرابطة الإسلامية في المقاطعة المطلة على الهادئ، بالإضافة إلى جهود محاميه، استطاع حسن القنطار الحصول على ملاذ في كندا.
انتسب حسن القنطار إلى الصليب الأحمر الكندي (نافذة جديدة)، ومشاركته في عمليات الإغاثة من الفيضانات حملته إلى مدينة برينستون التي يعيش فيها اليوم. يذكر أنه في آخر تعداد سكاني، بلغ عدد سكان هذه المدينة النائية أقل من 3000 نسمة.
يتمنى المواطن الكندي الجديد لجميع اللاجئين بأن تنتهي قصتهم كما انتهت قصته. يقول حسن القنطار: ’’أتمنى لجميع اللاجئين ولجميع الموجودين في مخيمات اللاجئين، كل أولئك الذين يحلمون بالحرية، وليس الديكتاتوريين ومجرمي الحرب، أن يختبروا الفرح الذي عشته حينما حصلت على المواطنة الكندية‘‘.
وفي تفاصيل حكايته، قضى حسن القنطار أكثر من سبعة أشهر في منطقة العبور الدولية في مطار كوالالمبور الماليزي، يأكل الطبق ذاته مرارًا وتكرارًا.
كان يرفض المواطن الكندي الجديد، من حيث المبدأ، على حسب قوله، أداء الخدمة العسكرية الإجبارية في بلده الأم. إذا عاد هذا الشاب إلى سوريا، فهو سيواجه عقوبة سجن طويلة. بالإضافة إلى ذلك، تستمر في بلاده الحرب التي دمرت العديد من المدن وتسببت في النزوح القسري، داخليًا أو خارجيًا، لما يقرب من 12 مليونًا من السكان.
ألغى حسن جواز سفره السوري في عام 2011 أثناء عمله في الإمارات العربية المتحدة. عاش من دون أوراق في هذا البلد حتى طرده عام 2018. في ذلك الوقت وجد نفسه في ماليزيا، إحدى الدول الوحيدة في العالم التي لا تتطلب تأشيرة للأشخاص من أصل سوري.
وقد حاول حسن القنطار مغادرة ماليزيا دون جدوى قبل إعادته إلى كوالالمبور في آذار / مارس 2018. حيث قرر البقاء في صالة المطار.
يسرد حسن القنطار أن موظفي شركات الملاحة الجوية كانوا يجلبون له الأكل ذاته كل يوم، ثلاث مرات في اليوم. وقد احتجزته شرطة الجمارك في المطار ولكنها لم تسلمه إلى السلطات، كذلك منعته شركات الطيران من الصعود على متن رحلاتها.
لم يكن هناك مأوى أو فراش ينام عليه هذا اللاجئ السوري في المطار الماليزي، فكان ينام مستلقيا على أحد المقاعد أو تحت السلالم. واستمرت إقامة التشرد هذه في المطار من شهر آذار / مارس إلى شهر تشرين الأول / أكتوبر 2018.
أحدثت قصة حسن القنطار ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، وجذبت اهتمام العديد من وسائل الإعلام العالمية.
التقى الناس من كل أصقاع الأرض هذا الشاب وقدموا له التشجيع ’’وأحيانا هدايا صغيرة‘‘ كما يقول.
في 2 أكتوبر 2018 ، بعد مضي أكثر من سبعة أشهر على ترحيله من دبي على متن طائرة الخطوط الجوية التركية، ألقت السلطات الماليزية القبض عليه ليمضي نحو 60 يوما في الاعتقال قبل إطلاق سراحه.
بداية، هُدد حسن القنطار بالترحيل إلى سوريا، ولكنه وبدعم من قبل مجموعة من المواطنين الكنديين من بريتيش كولومبيا على رأسهم لوري كوبر المقيمة في مدينة التزلج بامتياز ويسلر، استطاع حسن القنطار الوصول إلى كندا كلاجئ، وقد حط به الترحال بداية في يسلر التي تبعد نحو 120 كلم عن مدينة فانكوفر في المقاطعة الجميلة بريتيش كولومبيا.
من الذكريات التي يقصها المتحدث لبرنامج الطبخ‘‘Mordu‘‘ في تلفزيون هيئة الإذاعة الكندية (نافذة جديدة)(بُث في العام 2021)، أن أولى وجبات العشاء التي أعدها في ويسلر كانت كناية عن طبق متواضع للغاية، ’’المجدرة‘‘، الذي تعبق روائحه في ذاكرته مذ كان طفلا.
عندما اتصلت بأمي لأخبرها أنني أطبخ المجدرة لأصدقائي، بدأت بالصراخ وأخبرتني أننا لا نستطيع تقديم مجدرة للضيوف!
نقلا عن حسن القنطار، لاجئ سوري في كندا حصل مؤخرا على الجنسية الكندية
يقول المتحدث ’’إن الكنديين بشكل عام منفتحون جدًا على المأكولات من مطابخ العالم. إنهم يقبلون ما تقدمه لهم، ويقدرون الجودة‘‘.
يروي حسن القنطار ’’عندما كنت أصغر في السن، كان وقت العشاء مهمًا جدًا لعائلتي. كنا ننتظر عودة والدي إلى المنزل من العمل ونتناول جميعًا الطعام معًا. نناقش حول المائدة الأسرة والسياسة والثقافة … عندما كنت عالقا في المطار، فاتني حقًا ذلك‘‘.
(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية، إعداد وترجمة كوليت ضرغام)