حضرت حرب غزة حفل افتتاح مهرجان العالم العربي في مونتريال (Festival du monde arabe) الذي انطلقت فعالياته في مونتريال مساء يوم السبت الماضي وتستمر حتى 11 نوفمبر/تشرين الثاني.
و باسم فريق المهرجان، اختتم جوزيف نخلة، مدير المهرجان، وليلى محيوت، مديرة العلاقات العامة، كلمتهما الافتتاحية للدورة الرابعة والعشرين لهذا الحدث الثقافي بعبارة ’’كلّنا غزة‘‘ وسط تصفيق الحاضرين.
وقالا إنّ ’’الليلة الماضية كانت كالكابوس. التحضير لإطلاق المهرجان على إيقاع أنفاس الأطفال المكبوتة والمدفونين أحياء تحت أنقاض غزة هو سريالية لا يمكن قبولها أو تحملها.‘‘
وفي اليوم السابق، أفادت الأخبار الواردة من غزة عن مقتل ما يقرب من 8.000 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، بما في ذلك أكثر من 3.300 طفل.
وسجل الإسرائيليون أكثر من 1.400 قتيل و230 رهينة خلال الهجوم الذي شنته حركة حماس الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
لا ينبغي لأي جريمة تُرتكب ضد المدنيين الأبرياء، مهما كانت بشعة، أن تجعلنا نغضّ النظر عن هذه الوحشية المطلقة التي ضربت غزة في الأيام الأخيرة.
نقلا عن مقتطف من الكلمة الافتتاحية لمهرجان العالم العربي في مونتريال
وليست هذه هي المرة الأولى التي تلاحق الأحداث هذا المهرجان الذي تأسّس في عام 2000. ’’من أحداث 11 سبتمبر/أيلول المشؤومة إلى أزمة الترتيبات التيسيرية المعقولة [في كيبيك] (نافذة جديدة)إلى الربيع العربي بتداعياته المتطرفة والمتعطشة للدماء التي أحدثت مآسي لا تعد ولا تحصى‘‘، كما قال جوزف نخلة.
وأكّد هذا الأخير أنّه من الصعب الاحتفال في مثل هذه الظروف، لكن الفريق قرر عدم إلغاء هذه النسخة من المهرجان.
عدم إلغاء هذه النسخة [من المهرجان] هو تعبير عن الرغبة في الاستمرار، خاصة في هذه الأوقات التي لا تُسمع فيها المعاناة، والتي انهار فيها الضمير والتي طغت عليها القسوة الانتقامية.
نقلا عن مقتطف من الكلمة الافتتاحية لمهرجان العالم العربي في مونتريال
وبالنسبة لجوزيف نخلة وفريقه، فإن المهرجان ’’يعمل على تخفيف حواجز الهوية، وهو بمثابة مُخفّف للضغط وللانفعال السلبي‘‘ في مجتمع [كيبيك] ’’ متوتّر‘‘، كما قال.
وفي مقابلة راديو كندا الدولي، أشار إلى أنه ’’في الوقت الحالي هناك فعاليات [ثقافية] فلسطينية تقام في تورونتو وفي كل مكان. كما أخبرت الصحفيين الآخرين أنه خلال فترة المقاومة الفرنسية [ضد النازيين]، كانت هناك عروض لمسرحيات نظمها المقاومون. يجب أن تستمر الحياة، على وجه التحديد لأن هناك الكثير من الموت واليأس.‘‘
سيدي بيمول: ’’قلّال‘‘ مونتريال
قدّم الفنان الجزائري سيدي بيمول، الذي شارك عدّة مرات في المهرجان، عرض ’’قلال مونتريال‘‘ (Guellal Montréal) حيث تمتزج موسيقاه بشعر السكان الأصليين لمقاطعة كيبيك للشاعرتين جوزفين باكون وناتاشا كانابي فونتين وغيرهما من شعراء الأمم الأوّل في أمريكا الشمالية.
ويقول سيدي بيمول إنّ هذا الشعر يذكره بأصوله الأمازيغية القبائلية من الجزائر.
و ’’قلال مونتريال‘‘ هو أيضاً ألبوم قيد الإعداد، حيث تتوفر حاليا نسخة مصغّرة (EP) مكونة من خمس أغانٍ صدرت في انتظار الألبوم الكامل.
ولتنفيذ هذا المشروع، استعان بعازف الإيقاع الشاب تكفاريناس كيشو من مونتريال. ويقوم هذا الأخير بصناعة القلال وهو نوع من الطبول التقليدية من غرب الجزائر.
وقبل كل أغنية، كان سيدي بيمول يخصص وقتاً ليقدّمها للجمهور الحاضر.
ونظرا للأخبار الواردة من العالم العربي، تناول الوضع في غزة عندما قدم أغنيته ’’جدّيس’’ (Jeddys) المستوحاة من شعر السكان الأصليين لِناتاشا كانابي فونتين حيث تناولت ’’أهوال الاستعمار‘‘، كما قال الفنان مخاطباً الحضور.
لا يسعني هذا المساء إلا أن أفكر في الشعوب الأخرى التي لا تزال تعاني من القمع والاحتلال والسلب. وأفكر بشكل خاص في الشعب الفلسطيني الذي يعانى منذ عقود من الزمن. أفكر في أطفال غزة.
نقلا عن سيدي بيمول
صالون الثقافة
وسيشارك سيدي بيمول أيضاً كقاص في العرض الختامي للمهرجان الذي يحمل عنوان ’’جذور الفلامنكو‘‘ (Roots of flamenco) وهو من انتاج مؤسسة مهرجان العالم العربي.
وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي، قال ماتياس أوليفييه، نائب المدير الفني للمهرجان إنّ ’’هذا العرض يستكشف الروابط بين الموسيقى العربية من خلال تقاسيم العود مع عازف العود الكبير عمر بشير، والفلامينكو مع عازف الجيتار الإسباني كارلوس بينيانا. فهناك حوار وجسر بين الثقافات بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط .‘‘
ويتضمّن برنامج النسخة الرابعة والعشرين للمهرجان ما لا يقل عن 12 عرضاً.
وسيتمكن الجمهور أيضاً من الحضور والمشاركة في النقاشات التي ستتناول مواضيع اجتماعية مختلفة كجزء من صالون الثقافة.
ومن بين المواضيع المبرمجة، يمكن ذكر إيديولوجية الووك في الجامعة و الاستيلاء الثقافي.
ومن المقرر أيضًا عقد لقاءات بين الفنانين والجمهور حيث سيتمكن الفنانون من شرح طريقة عملهم ما يزيل الغموض في أعين الجمهور.
ويشمل البرنامج شقّا مخصصا للسينما.