أعاد اجتماع وزراء دفاع منظمة حلف شمال الأطلسي (’’ناتو‘‘) إطلاق النقاش حول نقص التمويل لجيوش الدول الأعضاء مثل كندا.
ومنذ يوم أمس ووزراء دفاع الدول الثلاثين الأعضاء في الحلف، بمن فيهم الكندية أنيتا أناند، ’’يناقشون أهمية زيادة الاستثمار في الدفاع‘‘، قال حلف الـ’’ناتو‘‘ في بيان نُشر اليوم.
واليوم حثّ الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، الدول الأعضاء على إعادة تأكيد التزاماتها بتخصيص 2% على الأقل من إجمالي ناتجها الداخلي للدفاع.
وهذا يزيد الضغط على دول عدة في الحلف، مثل كندا، كي تضخ مليارات الدولارات الإضافية في ميزانيتها الدفاعية.
وتخصص كندا حالياً 1,33% من إجمالي ناتجها الداخلي للدفاع.
ويكرّر ستولتنبرغ منذ أشهر أنّ هناك حاجة إلى استثمارات كبيرة لتحديث القدرات العسكرية للحلف وأنّ الالتزام الذي قطعه الحلفاء عام 2014 بالاقتراب من عتبة الـ2% يجب مراجعته صعوداً.
’’يجب أن نتوقف عن اعتبار نسبة الـ2% كحد أقصى وأن نعتبرها حداً أدنى‘‘، قال ستولتنبرغ، مشيراً في الوقت نفسه إلى جهود الحرب المطلوبة في أوكرانيا لصد الغزو الروسي الذي بدأ قبل سنة.
عندما ننظر إلى الاحتياجات من الذخيرة والدفاع الجوي والتدريب والاستعداد لزيادة القدرات، نجد أنه من الواضح أنّ هذا الإنفاق الدفاعي البالغ 2٪ هو الحد الأدنى.
نقلا عن ينس ستولتنبرغ
وعندما سُئل وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، رأيه في هذا الموضوع، أجاب بأنه يؤيد هذا التقييم.
في الواقع، هناك حالياً مجموعتان مختلفتان داخل الحلف، وفقاً لمسؤول أميركي كبير تحدث إلى وكالة الصحافة الفرنسية مشترطاً عدم الكشف عن اسمه.
فمن ناحية هناك دول، كدول البلطيق (ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا) وبولندا، تدفع باتجاه أهداف دفاعية أكثر طموحاً، مطالبةً الدول الأعضاء بتخصيص 2,5% من إجمالي ناتجها الداخلي على الإنفاق العسكري.
ومن ناحية أُخرى، هناك دول، مثل كندا وإسبانيا ولوكسمبورغ وإلى حدّ ما إيطاليا، ترى أنّ هذا الهدف لا يناسب وضعها.
وعندما سألتها الصحافة الدولية عن هذا الأمر اليوم، لم تشأ الوزيرة أناند أن تعلن موقفاً واضحاً.
وهذه القضية الحساسة ستكون أحد المواضيع الرئيسية في قمة الـ’’ناتو‘‘ المقرر عقدها هذا الصيف في العاصمة الليتوانية، فيلنيوس.
وآثرت أناند التذكير بأنّ كندا هي ’’أحد الأعضاء المؤسسين للحلف‘‘ وأنّ النفقات العسكرية لحكومة جوستان ترودو الليبرالية في أوتاوا ’’زادت بنسبة 70% منذ عام 2017‘‘ وأنّ الحكومة قدّمت ’’التزاماً بقيمة 8 مليارات دولار‘‘ لنفقات الدفاع في ميزانيتها الأخيرة.
كما أشارت إلى أنّ كندا هي سادس أكبر مساهم في الحلف بعد الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا.
وسلّطت أناند الضوء أيضاً على الوجود العسكري لكندا في لاتفيا، مما يدل، وفقاً لها، على أنّ أوتاوا تلعب ’’دوراً قيادياً قوياً جداً على الجانب الشرقي للناتو‘‘، بالإضافة إلى مشاركتها في قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية (’’نوراد‘‘ NORAD) التي قدّمتها وزيرة الدفاع الكندية على أنها ’’الجناح الغربي للناتو‘‘.
(نقلاً عن موقع راديو كندا مع معلومات من وكالة الصحافة الكندية ووكالة الصحافة الفرنسية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)