أفادت الأنباء اليوم أن مواطنا كنديا كان بين ضحايا الإغاثة السبعة الذين قتلوا في القصف على قافلة المساعدات الإنسانية في مدينة دير البلح في قطاع غزة أول أمس الاثنين.
قُتل الشاب جاكوب فليكنجر، 33 عاماً، أثناء قيامه بتوفير الأمن لقافلة إنسانية تابعة لمنظمة (World Central Kitchen)، وهي منظمة لتوزيع المساعدات الغذائية. ينحدر الشاب من مدينة سان جورج في منطقة بوس (Beauce) النائية جنوب مدينة كيبيك عاصمة مقاطعة كيبيك.
’’سيكون قد ضحى بحياته من أجل قضية نبيلة حقا‘‘، قالت والدته سيلفيا لابريك.
تتمنى هذه الأم ألا تكون دماء ابنها قد ذهبت هدرا. تقول: ’’آمل حقًا ألا يمر رحيله مرور الكرام. سواء كان ذلك لوقف القتل، أو وقف العنف، أو إعادة جميع الرهائن إلى عائلاتهم. في مرحلة ما، يجب أن تنتهي هذه الحرب اللعينة‘‘.
كان جاكوب فليكينجر من قدامى المحاربين في القوات المسلحة الكندية، حيث خدم فيها من عام 2008 إلى عام 2019. وتقول والدته إنه تم إرساله إلى أفغانستان في عام 2010 وسرعان ما وقع في حب المهام الخارجية.
انضم جاكوب إلى منظمة ’’المطبخ المركزي العالمي‘‘ في الخريف الماضي، وسرعان ما تم إرساله إلى المكسيك لتوزيع المساعدات الغذائية بعد إعصار ’’أوتيس‘‘.
’’أحب جاكوب مساعدة الناس‘‘، كما يقول والده جون فليكنجر، وكان فخورا بوضع مهاراته التي تعلمها في الجيش لاستخدامها في المساعدات الإنسانية.
كان العامل الإنساني الكندي الأمريكي في غزة منذ بضعة أسابيع عندما تعرضت القافلة الإغاثية للقصف الإسرائيلي. وكان من المقرر أن يعود إلى كوستاريكا في نهاية هذا الأسبوع، حيث يعيش منذ عامين مع زوجته وابنه البالغ من العمر 18 شهرا.
تذرعت إسرائيل بالخطأ العسكري وبدأت تحقيقا في القصف الذي أسفر عن مقتل عمال الإغاثة السبعة، بمن فيهم جاكوب فليكنجر.
وأعرب والدا جاكوب عن اقتناعهما بأن القصف كان مستهدفا، في الوقت الذي تسير فيه القافلة في ممر إنساني محدد بوضوح.
وتضيف والدة جاكوب سيلفي لابريك: ’’إنه أمر فظيع، أعتقد حقا أن ما حدث كان مخططا له وكان مقصودا. يريدون تجويع هؤلاء الناس، يريدون موت كل هؤلاء الأطفال والنساء وكل الناس. إنه أمر مروّع، إنه أمر غير مقبول‘‘.
تضيف أم جاكوب ’’إن جزءا مني يتمنى أن يكون لموت جاكوب معنى خالدا، لأنه كان يتمتع بقوة داخلية لا تصدق. لقد كان حقا كائنا استثنائيا‘‘.
ينتظر الوالدان الحزينان الآن إعادة جثمان ابنهما إلى أرض الوطن. وتشارك حكومة كندا في ذلك بالتعاون مع منظمة ’’المطبخ المركزي العالمي‘‘.
تقام مراسم الجنازة في مدينة سان جورج في بوس.
تجدر الإشارة إلى أنه قتل قرابة 200 من عمال الإغاثة في قطاع غزة منذ بدء الصراع بين إسرائيل وحركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر المنصرم.
نقلا عن موقعي راديو كندا الإنجليزي والفرنسي،