أفادت السلطات الصحية في أوتاوا أن بيانات مياه الصرف الصحي دلت على مستويات مرتفعة من الإصابة بالإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي (RSV / VRS)، بالإضافة إلى داء كوفيد-19. وإذا كان نشاط الإنفلونزا وغيره من الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي قد استقر هذا الأسبوع مقارنة بالأسبوع الماضي، فإن نشاط كوفيد-19 قد زاد.
أبلغت هيئة الصحة العامة في مدينة أوتاوا عن زيادة في إصابات COVID-19 الأسبوع الماضي.
وتُظهر بيانات مياه الصرف الصحي في المدينة (نافذة جديدة) أن وجود COVID-19 أعلى 10 مرات مما كان عليه في كانون الأول / ديسمبر 2021، قبل وصول متحور Omicron. لكن الاختلاف الكبير مع الوضع الذي كان عليه الوباء في التاريخ ذاته من العام الماضي، ’’يكمن في مقدار الرعاية‘‘.
ويضيف عالم الأوبئة والأستاذ المساعد في جامعة أوتاوا الدكتور ريوات ديوناندان: ’’إن الناس أقل قلقًا بشأن إجازة الأعياد هذه السنة مما كانوا عليه العام الماضي‘‘.
يضيف المتحدث: ’’يكاد لا يوجد قلق هذا الموسم. إنما الوضع في المستشفى أسوأ. أعتقد أن الناس يجب أن يكونوا أكثر حرصًا لأن الرعاية قد لا تكون موجودة إذا استدعى الأمر ذلك‘‘.
ما يزيد الطين بلّة، انتشار فيروسات الجهاز التنفسي، مما سيؤدي إلى ازدياد الضغط على نظام الرعاية الصحية عشية عطلة الأعياد في البلاد.
يعتقد البروفيسور ديوناندان أن الارتفاع المفاجئ في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد مرجح في شهر كانون الثاني / يناير المقبل. ومن المرجح أن تزيد حالات العدوى مع عودة التجمعات داخل الأماكن المغلقة في فصل الشتاء.
بدوره يتوقع كبير الأطباء في مقاطعة أونتاريو (نافذة جديدة) الدكتور كيران مور زيادة في عدد الإصابات بكوفيد-19 الشهر المقبل بعد انتهاء العطلة الميلادية.
احترام الإجراءات الصحية
يشجع البروفيسور ديوناندان على اتخاذ خطوات للحد من انتشار الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، والتي يمكن أن تنتقل إلى أشخاص لا يتمتعون بمناعة قوية من الأصغر سنًا أو الأكبر سنًا. علما أنّ فترة الأعياد عادة ما تكون وقتاً للتجمع والالتقاء، وبالتالي لانتقال فيروسات الجهاز التنفسي وغيرها من الأمراض المعدية.
وينصح المتحدث بارتداء القناع الواقي في الأماكن المغلقة، والتهوية الجيدة للأماكن التي ستجري فيها التجمعات. كما يوضح بأن الجرعات المعززة للقاحات ضد كوفيد-19 الجديدة لا تزال تثبت فعاليتها في تقليل مخاطر انتقال العدوى لفترة من الوقت، وهو أمر مهم مع تجمع الناس بأعداد كبيرة في الأسابيع المقبلة.
هذا وانتقد المتحدث رسائل الحكومة التي تقول للمواطن: ’’عِش حياتك بشكل طبيعي إذا كنت قد أخذت اللقاحات‘‘، ووصفها بأنها متساهلة. بالنسبة له، هذه ليست نصيحة جيدة بالضرورة.
وبرأيه أنه يتم تجاهل المخاوف الحقيقية التي يشعر بها الكثير من الناس بالنسبة إلى كوفيد-19 وخطر تكرار العدوى بهذا الوباء.
هذا ويشير عالم الأوبئة إلى أن الباحثين يدرسون احتمال تلف المناعة من العدوى المتكررة.
’’قد يعني ذلك تقليل قدرتك على محاربة العدوى المستقبلية بأمراض مختلفة، وليس فقط مرض كوفيد-19‘‘، على حد تعبيره.
من جهته، يلاحظ الباحث تايسون غرابر المستويات العالية للعدوى التي شوهدت في مياه الصرف الصحي. يقول هذا الباحث المشارك في معهد أبحاث مستشفى الأطفال في أونتاريو والباحث الرئيسي المشارك في مشروع مراقبة مياه الصرف الصحي، إن معدل النتائج الإيجابية التي تؤكد الإصابة بكوفيد-19 مرتفعة في أوتاوا وتتجاوز الـ 10٪.
هذا وبالنظر إلى مجموعة السلالات المتحورة لفيروس كورونا المستجد الموجودة حاليًا في مياه الصرف الصحي في أوتاوا، يُلاحظ أن المتحور الفرعي الجديد Omicron BQ.1.1 يتصدر السلالات الأخرى، وفقًا للاتجاه العالمي. علما أن هذا المتغير يحتوي على تحورات جينية، تجعل من الصعب على النظام المناعي أن يتعرف عليه، أو القضاء على الفيروس، وهو ما يعزز فرصته في إصابة الأشخاص بالعدوى، بغض النظر عن مناعتهم التي حصلوا عليها من اللقاحات والإصابات السابقة بالمرض.
يقول الباحث الكندي: ’’إن هذا المتغير لديه إمكانات نمو عالية وهو إلى حد ما أكثر مقاومة للتحصين والمناعة من المتغيرات الأخرى‘‘. ويتوقع المتحدث المزيد من الإصابات في الأسابيع المقبلة، ’’لكن لا شيء مهم للغاية حيث بدأ الناس إجازاتهم بالفعل دون ارتفاع خطير في عدد الإصابات‘‘.
يخلص الباحث غرابر إلى القول: ’’لا تزال الحماية المناعية جيدة جدًا. لا أقول إننا لن نشهد أي زيادات، لكنني لا أعتقد أننا سنرى وتيرة تصاعدية ملفتة في الأسابيع القليلة المقبلة‘‘.
(نقلا عن هيئة الإذاعة الكندية، سي بي سي، ترجمة وإعداد كوليت ضرغام)