بقلم د. عامر بطرس داود
مع تفشي فيروس كورونا في مختلف دول العالم، أصبح الحصول على اللقاح أمراُ ضرورياً من أجل الحد من انتشار الفيروس. فعلى الرغم من الإجراءات الاحترازية المفروضة من قبل الحكومات على مواطنيها من أجل ضمان سلامتهم، إلا أنه قد لا يلتزم البعض بتنفيذها. ولكن قد يصبح البعض في حيرة من أمرهم هل لقاحات كورونا آمنة وفعالة أم قد تكون لها بعض الآثار الجانبية؟
يهيء اللقاح الجسد لمحاربة عدوى أو فيروس أو مرض معين، وتحتوي اللقاحات على أجزاء غير نشطة أو ضعيفة من الكائن الحي الذي يسبب المرض، أو “الشفرة الجينية” التي من شأنها خلق نفس الاستجابة لدى جهاز المناعة ويدفع ذلك الجهاز المناعي بالجسم إلى التعرف على الجسم الدخيل إذا جاء، وإنتاج أجسام مضادة لتعلم كيفية محاربته، ومن غير المحتمل أن تجعلك اللقاحات مريضاً جداً ولكن يمكن أن تعاني نسبة محدودة ممن يتلقون اللقاح من آثار جانبية وبعد ذلك، تقوم بتطوير المناعة ضد ذلك المرض. ويقول مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة إن هذا هو سر فعالية اللقاحات الشديدة.. فعلى عكس معظم الأدوية التي تعالج أو تداوي من المرض، فإن اللقاحات تقي منها. ويقول مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إن اللقاحات تخضع لاختبارات صارمة قبل طرحها في السوق من خلال اختبارها أولا في المختبرات وعلى الحيوانات قبل إخضاعها للتجارب السريرية التي يشارك فيها البشر والموافقة عليها في النهاية من قبل المشرعين الصحيين، وهناك مخاطر، ولكن كما هو الحال مع جميع الأدوية، غالبا ما تكون الفوائد أعظم من المخاطر بكثير.
ما هي الآثار الجانبية المحتملة للقاحات كورونا؟
على الرغم من فعالية اللقاحات ضد كوفيد 19، الا انه كانت هناك بعض الآثار الجانبية الخفيفة، والتي قد تظهر في غضون يوم أو يومين من الحقن، وتستمر لمدة أيام فقط. وهي مؤشرات طبيعية على أن الجسم قد بدأ في بناء الاجسام المضادة ضد فيروس كوفيد.
ومن الآثار الجانبية الشائعة وقصيرة المدى للقاحات المذكورة سالفا:
• الصداع.
• ألم أو تورم في موقع الحقن الإرهاق والتعب.
• آلم في العضلات أو المفاصل.
• الغثيان أو القيء.
• القشعريرة أو الحمى.
وعادة تكون الآثار الجانبية والتي قد تشعر بها في جميع أنحاء الجسم مثل الخمول، والحمى أكثر شيوعا بعد تلقي الجرعة الثانية من لقاح كورونا.
الآثار الجانبية الشديدة قصيرة المدى
أدت بعض اللقاحات في بعض الحالات النادرة إلى حدوث رد فعل تحسسي شديد (حساسية مفرطة)، والتي عادة ما تصيب الأشخاص المعروفين بتفاعلات شديدة للقاح في وقت سابق، وهو الأمر الذي قد يستدعي الخضوع لفحص الحساسية قبل تلقي اللقاح.
وتظهر عادة الأعراض بعد التطعيم بقترة وجيزة، في غضون 4 ساعات تقريبا من تلقي لقاح كورونا. مما قد يؤدي إلى ظهور الاعراض التالية:
• صعوبة التنفس.
• حدوث طفح جلدي.
• تورم في الحلق والوجه.
• انخفاض في ضغط الدم.
• تسارع نبضات القلب ولكن يمكن علاج تلك الحالات باستخدام الإبينفرين. ولهذا السبب من المحتمل ان يتم مراقبة الأشخاص لمدة 15 دقيقة تقريبا بعد تلقي اللقاح. وذلك للتأكد من عدم ظهور أي آثار جانبية خطيرة.
ما هي الآثار الجانبية طويلة المدى للقاحات كورونا؟
نظرا لأن جميع اللقاحات حديثة، فإن الآثار الجانبية طويلة المدى غير معروفة حتى الآن، ولازالت الدراسات مستمرة من أجل تقييم سلامة وفعالية اللقاحات في مواجهة كوفيد 19.
متى يجب عليك استشارة الطبيب؟
إذا حصلت على لقاح كورونا بالفعل، وظهرت لديك بعض الآثار الجانبية، فعليك استشارة الطبيب في حالات:
• إذا كانت الآثار الجانبية لم تختف بعد بضعة أيام من ظهورها.
• إذا رغبت في الحصول على أي من الأدوية للتقليل من الآثار الخفيفة الناتجة عن التطعيم، فإأنه من الأفضل استشارة الطبيب أولا.
وعلى الرغم من أنه يصبح من الطبيعي ان تشعر بالقلق والحذر تجاه أي علاج جديد، ولكن الآثار الجانبية المحتملة للقاحات كورونا، والتي تم الإعلان عنها حتى الآن، تعد أقل خطورة من التعرض لخطر الإصابة بالفيروس نفسه.
اختلفت الأسباب حول الخوف الحالي من اللقاح، ولكن ربما أبرزها كانت سرعة التوصل للقاح الذي عادة يستغرق أعواما. ولكن منظمة الصحة العالمية تُرجع ذلك إلى التطور العلمي وضخ الاستثمارات من دول مختلفة على مدار العام الماضي من أجل التوصل إليه وهو ما أدى لتقليص المدة الزمنية.
المصدر مترجم من DailyMedicalinfohttps://www