تصاعد التوتر على الحدود بين صربيا وكوسوفو حيث أكدت الشرطة الكوسوفية الأحد تعرضها لإطلاق نار في شمال البلاد خلال إقامتها حواجز على الطرق المؤدية إلى صربيا احتجاجاً على سياسة الحكومة الحدودية.
وقالت الشرطة في بيان إن الطلقات النارية لم تتسبب في حدوث أي إصابات. وقد تم إغلاق معبرين أمام حركة المرور.
وأفادت وسائل إعلام أن المئات من صرب كوسوفو حشدوا مساء الأحد شاحنات وصهاريج ومركبات ثقيلة على الطرق المؤدية نحو معبري يارينيي وبرنياك. ثم استقر حشود حول المتاريس، لقضاء الليل على المعابر.
وسوف يتعين على أي شخص يدخل كوسوفو ببطاقة هوية صربية استبدالها بوثيقة مؤقتة أثناء إقامته في البلاد، اعتباراً من هذا الإثنين وفقاً لقرار اتخذته حكومة بريشتينا.
وكانت الحكومة في بريشتينا أصدرت قراراً يفرض على صرب كوسوفو الذين تحمل مركباتهم لوحات تسجيل صادرة في صربيا استبدالها بلوحات جمهورية كوسوفو في غضون شهرين، ولكنها تراجعت عنه بعد التوترات.
وقد أوضح رئيس الوزراء ألبين كورتي أن ذلك كان تدبيراً للمعاملة بالمثل، بقدر ما تطالب صربيا، التي لا تعترف باستقلال مقاطعتها السابقة ذات الأغلبية الألبانية المعلنة في عام 2008.
إغلاق نقطتي عبور
قالت الشرطة في كوسوفو إنها أغلقت نقطتي عبور حدوديتين في شمال البلاد المضطرب بعد أن أغلق صرب محليون طرقاً وأطلقوا النار على الشرطة احتجاجاً على صدور أمر بتغيير اللوحات المعدنية الصربية للسيارات إلى لوحات كوسوفو في غضون شهرين.
وبعد 14 عاماً من إعلان كوسوفو استقلالها عن صربيا ما زال نحو 50 ألف صربي يعيشون في شمال البلاد ويستخدمون اللوحات المعدنية والوثائق الصربية رافضين الاعتراف بالمؤسسات التابعة للعاصمة بريشتينا.
وتعترف أكثر من مئة دولة ليس من بينها صربيا وروسيا بكوسوفو دولة مستقلة.
وقررت الحكومة في كوسوفو أنه اعتباراً من الأول من أغسطس-آب أيضا يتعين على جميع مواطني صربيا الحصول على وثيقة إضافية على الحدود لمنحهم الإذن بالدخول.
“وضع متوتر للغاية”
قالت البعثة التي يقودها حلف شمال الأطلسي في كوسوفو في بيان “الوضع الأمني العام في بلديات كوسوفو الشمالية متوتر” بعد أن أوقف المتظاهرون في وقت متأخر من يوم الأحد شاحنات وآليات ثقيلة أخرى على الطرق المؤدية إلى معبري يارينجيي وبرنياك الحدوديين في منطقة يشكل الصرب أغلبية فيها، وهو ما اضطر شرطة كوسوفو لإغلاق المعبرين.
وفي موسكو، ألقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا باللوم في التوتر المتزايد على ما وصفته “بالقواعد التمييزية التي لا أساس لها” التي تفرضها سلطات كوسوفو.
وبعد 14 عاماً من إعلان كوسوفو استقلالها عن صربيا ما زال نحو 50 ألف صربي يعيشون في شمال البلاد يستخدمون اللوحات المعدنية والوثائق الصربية رافضين الاعتراف بالمؤسسات التابعة للعاصمة بريشتينا.
الشرارة
الأسبوع الماضي، قالت حكومة رئيس الوزراء كورتي إنها ستمنح الصرب فترة انتقالية مدتها 60 يوماً للحصول على لوحات معدنية صادرة عن كوسوفو، بعد عام من التخلي عن محاولة فرضها بسبب احتجاجات مماثلة.
وقررت حكومة كوسوفو أنه اعتبارا من الأول من أغسطس آب أيضا يتعين على جميع مواطني صربيا الحصول على وثيقة إضافية على الحدود لمنحهم الإذن بالدخول.
وتطبق سلطات بلغراد نفس الأمر على سكان كوسوفو الذين يزورون صربيا.
لكن في أعقاب التوتر الذي ساد مساء الأحد والمشاورات مع سفراء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، قالت الحكومة إنها ستؤجل خطتها لمدة شهر على أن تبدأ في التنفيذ في الأول من سبتمبر-أيلول.
وأكدت الشرطة أيضا أن المتظاهرين الغاضبين اعتدوا بالضرب على العديد من الألبان الذين كانوا يمرون على الطرق التي أغلقت وإن بعض السيارات تعرضت للهجوم.
ودوت صفارات الإنذار الخاصة بالغارات الجوية لأكثر من ثلاث ساعات في بلدة ميتروفيتشا الشمالية الصغيرة التي يشكل الصرب أغلب سكانها.
وقبل عام، بعد أن قام الصرب المحليون بإغلاق نفس الطرق بسبب لوحات التراخيص، نشرت حكومة كوسوفو قوات شرطة خاصة وأطلقت بلغراد طائرات مقاتلة بالقرب من الحدود.
ولا تزال التوترات شديدة بين البلدين ، وتحافظ بعثة حلف شمال الأطلسي التي يبلغ قوامها 3770 جندياً على الأرض على السلام الهش في كوسوفو. وشوهد جنود حفظ السلام الإيطاليون في ميتروفيتشا وما حولها يوم الأحد.
والتزم البلدان في عام 2013 بإجراء حوار برعاية الاتحاد الأوروبي لمحاولة حل القضايا العالقة ولكن لم يتم إحراز تقدم يذكر. من جهته رحب مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بقرار حكومة كوسوفو تأجيل خطتها إلى الأول من سبتمبر أيلول.
وقال بوريل في تغريدة على تويتر “نتوقع إزالة جميع الحواجز على الطرق فورا”، مضيفا أنه يجب معالجة القضايا العالقة من خلال حوار يعمل الاتحاد الأوروبي على تيسيره والتركيز على التطبيع الشامل للعلاقات بين كوسوفو وصربيا.
المصادر الإضافية • رويترز-لوباريزيان