فاقت حصيلة عدد الوفيات بسبب الزلزال المدمر في تركيا وسوريا الـ 000 40 قتيلا.
يحاول الشقيقان سينتيا وقسطنطين مزعبر من أصل سوري اللذان يعيشان في مقاطعة ألبرتا في الغرب الكندي تنظيم مساعدتهما الإنسانية لبلدهما الأصلي بعد الزلزال الذي دمر جزءًا من الشرق الأوسط. ولكن تصطدم محاولتهما بالعقوبات التي يفرضها المجتمع الدولي على النظام السوري.
وكان وصل الطالبان الجامعيان مع والديهما إلى كندا كلاجئين عام 2015. تروي سينتيا التي تدرس اليوم في جامعة ألبرتا أنها اتصلت بعد وقوع الزلزال بجدتها التي لا تزال تعيش في حلب.
’’أخبرتني جدتي أن الأمر كان مرعبًا أكثر من عقد الحرب الأهلية بأكمله‘‘، وتشير المتحدثة إلى أنه لا يزال هناك سقف فوق رؤوس معظم أحبتها في الوطن الأم. ولكنها تنعي الاحتياجات الهائلة في منطقة دمرتها حرب أهلية مستمرة منذ أكثر من 10 سنوات بين نظام بشار الأسد ومختلف الجماعات المتمردة.
في هذا الوقت، ترفض الولايات المتحدة الأميركية السماح للحكومة السورية بتقرير كيفية توزيع المساعدات. وفي المقابل، تحّد دمشق، بدعم من موسكو وبكين، بشكل كبير من عدد المعابر الحدودية التي يمكن لقوافل الأمم المتحدة الدخول من خلالها من تركيا.
يستمر هذا المأزق الدبلوماسي منذ عام 2019، ولم يؤد الزلزال إلا إلى تفاقم الوضع الإشكالي بالفعل، كما تذكر الأستاذة المساعدة في كلية سان جان العسكرية الملكية (CMR Saint-Jean) مارينا شارب. تقول هذه الأخيرة: ’’إنه من المحزن للغاية أن الأمر تطلب كارثة بهذا الحجم لتذكير الكنديين بما يحدث في شمال غرب سوريا.‘‘
كان الأمر مروعا قبل الزلزال وهو الآن كارثي حقاً.
نقلا عن مارينا شارب، الأستاذة المساعدة في كلية سان جان العسكرية الملكية
منصة التمويل الجماعي ’’غو فاند مي‘‘ تحظر المساعدة
في مواجهة هذا المأزق مع عواقب وخيمة على أهالي حلب ومحافظة إدلب، قرر الأخ والأخت تنظيم حملتهما الخاصة لجمع التبرعات على منصة GoFundMe.
كان من المقرر إرسال الأموال إلى Marist Brothers، وهي منظمة كاثوليكية تعمل في سائر أنحاء العالم، بما في ذلك في كندا. ويُعرف الفرع السوري بعمله المجتمعي والإنساني في منطقة حلب.
في 7 شباط/ فبراير الماضي، تلقى قسطنطين رسالة عبر البريد إلكتروني من GoFundMe تبلغه بتعليق حملته لأنها استهدفت قضية أو منطقة متضررة من العقوبات الاقتصادية.
يقول الشاب الجامعي: ’’لقد صدمت للغاية لرؤية الحساب محظورا وأنه تم توقيف كل شيء.‘‘
واعتبر المتحدث أنه مثال آخر على عدم الاهتمام الواسع النطاق بالوضع في سوريا.
في رسالة بالبريد الإلكتروني، قالت GoFundMe (نافذة جديدة) إنها غيرت قواعدها للسماح بإرسال المساعدات الإنسانية إلى سوريا. تقول المنصة إنها اتخذت هذا القرار بعد تحديث سياسات وزارة الخارجية الأمريكية في 9 شباط / فبراير.
هذا وفي غضون 24 ساعة من اتصال راديو كندا بها، أعادت منصة GoFundMe تنشيط حملة الشابين قسطنطين وسينتيا.
ويعلق قسطنطين ’’ما حدث هذا الصباح إيجابي، لكن لا يمكننا أن نغمض أعيننا لأن الشعب السوري لا يزال غير قادر على استيراد المعدات الثقيلة للمساعدة في حل الأزمة الإنسانية.‘‘
مسألة إنصاف
لم يقرر الشابان الكنديان السوريان ما إذا كانا سيستخدمان منصة GoFundMe مرة أخرى. وهما، بمساعدة كنديين آخرين من أصل سوري، قاما بإرسال الأموال مباشرة إلى منظمات في حلب، مثل نادي كرة السلة، الذي كان قسطنطين عضوًا فيه، والذي يوزع الطعام والأدوية على ضحايا الزلزال.
لا يمكن تبرير الظلم الاجتماعي لأن الشخص ولد في مكان دون آخر. هذا الأمر ليس طبيعيا. لا ينبغي أن يكون طبيعيا.
نقلا عن سينتيا مزعبر، طالبة جامعية من أصل سوري
في غضون ذلك، تستمر المفاوضات في مجلس الأمن الدولي لمحاولة الحصول على مزيد من المساعدات للمناطق المتضررة. ووافقت سوريا يوم الثلاثاء على فتح مركزين حدوديين إضافيين.
حتى الآن، جمع الصليب الأحمر الكندي أكثر من 13 مليون دولار لضحايا الزلزال. من جانبه، قام الهلال الأحمر العربي السوري بتوزيع أكثر من 000 42 عينة من المواد الغذائية والإغاثية والمياه وغيرها من الضروريات الأساسية ولوازم النظافة على المتضررين.
تعتزم سينتيا وشقيقها مواصلة جهودهما لتوعية الكنديين بالحالة في سوريا، ولكن الأهم من ذلك، ضمان حصول سكان بلدهما الأصلي على الفرص ذاتها التي يحصلان هما عليها.
(المصدر: راديو كندا، ترجمة وإعداد كوليت ضرغام)