نظمت مجموعات الدفاع عن المهاجرين اليوم السبت عبر العديد من المدن الكندية مظاهرات طالبت فيها تسوية وضعية كلّ المهاجرين غير الموثّقين بدون استثناء.
وأُطلق اسم ’’ربيع المهاجر‘‘ على يوم التعبئة هذا. وتمّ تنظيم تجمعات ومسيرات في مدن مثل مونتريال وتورونتو وفانكوفر وفيكتوريا وأوتاوا وفريدريكتون وسانت جونز وشارلوت تاون.
وتشرف على هذه الحملة ’’شبكة حقوق المهاجرين‘‘ (Mirgant Rights Network) وهي ائتلاف لمنظمات حقوقية تدافع عن المهاجرين غير الموثَّقين.
وفي مونتريال أشرفت منظمة ’’تضامن بلا حدود‘‘ (Solidarité sans frontières) على تنظيم تجمّع تبعته مسيرة في شوارع حي ’’بارك اكستونسيون‘‘ في مونتيريال.
وشاركت فيه منظمات أخرى مثل ’’مركز العمال المهاجرين‘‘ (Immigrant Worker Centre – IWC) و منظمة ’’مجموعة الترحيب‘‘ (Collectif bienvenue) ومنظمة ’’مكتب المعلومات لِحي بارك اكتونسيون‘‘ (Bureau D’information De Parc Extension).
وفي حوار مع راديو كندا الدولي، أوضح مصطفى حناوي، وهو منظّم مجتمعي في مركز العمال المهاجرين، أنّ تنظيم هذه المظاهرات يهدف إلى إعطاء وضع قانوني لكلّ المهاجرين غير الموثّقين أيّاً كانت وضعيتهم (طالبي لجوء، طلبة، زائرين، عمّال مؤقتين أو غيرهم).
نحن هنا لِمطالبة [رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو] ببرنامج يسوّي وضعية كلّ المهاجرين غير الموثّقين.
نقلا عن مصطفى حناوي، منظّم مجتمعي في مركز العمال المهاجرين
ونُظّمت هذه المظاهرات عشية افتتاح دورة البرلمان الكندي بعد عطلة دامت أسبوعين. ويتوقّع المراقبون أن تقدّم الحكومة الكندية مشروع قانون تسوية وضعية المهاجرين غير الموثّقين مع استئناف الأشغال في مجلس العموم.
وذكّر مصطفى حناوي أنّ وزير الهجرة الكندي مارك ميلر أعلن في ديسمبر/كانون الأول الماضي عن تقديم مشروع قانون في هذا الشأن مع حلول الربيع.
’’نحن هنا لنقول للوزير إننا لم ننس ما أعلنه‘‘، كما أضاف.
وقف عمليات الترحيل
وفي بيان، أكّد منظمو المظاهرة أنّهم لا يقبلون ’’بأيّ برنامج إن لم يكن للتسوية الشاملة ويمنح وضعا دائماً لجميع المهاجرين غير الموثّقين واللاجئين، دون استثناء أحد، والوقف الفوري لعمليات الترحيل والحجز.‘‘
وفي حوار مع راديو كندا الدولي، قال ياسين، أحد المشاركين والذي فضّل عدم ذكر اسمه كاملاً، إنّه تلقّى أمراً من وكالة خدمات الحدود الكندية بمغادرة التراب الكندي.
ويقول هذا الشاب المغربي الذي دخل التراب الكندي بتأشيرة سياحية إنّه باشر إجراءات تغيير وضعه القانوني إلى عامل مؤقت.
واستعان بخدمات مستشار للهجرة. وكلّفه ذلك ما لا يقلّ عن ستة آلاف دولار. لكنّ مصالح الهجرة رفضت ملفّه وطلبت منه مغادرة كندا.
’’لا يمكنني مغادرة كندا وأترك زوجتي وابنتي ذات السبعة أشهر وابني الذي يبلغ من العمر 6 سنوات لوحدهم‘‘، كما أضاف.
وإن لم يسعفه الحظ في الحصول على رخصة عمل إلى حدّ الآن، استطاعت زوجته، من جانبها، أن تظفر بتصريح عمل ’’مفتوح‘‘ يسمح لها بالعمل في أي مؤسسة.
واستفادت زوجته من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الكندية لفائدة المغربيين الذين كانوا متواجدين في كندا أثناء الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز بالمغرب في سبتمبر/أيلول الماضي.
فقد سمحت السلطات الكندية للزوار المغربيين بتغيير وضعهم القانوني إلى عمّال مؤقتين برخص عمل مفتوحة.
وقال ياسين الذي يبلغ من العمر 38 سنة ومختص في التجارة إنّه لا يستطيع العودة إلى المغرب ’’لأننا استعملنا كلّ ما وفّرناه من أموال للمجيء إلى كندا. لا يمكننا العودة وبدء حياة جديدة هناك.‘‘
نطلب من الحكومة الكندية وقف عمليات الترحيل.
نقلا عن ياسين، مهاجر غير موثق
ووفقا لوزير الهجرة الكندي، يعيش ما بين 300.000 إلى 600.000 شخص بشكل غير قانوني في كندا، وغالبا لسنوات. ويواجهون خطر الترحيل في أي وقت.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2021، كلف رئيس الحكومة وزير الهجرة بـ’’إيجاد حل لنحو 500.000 شخص بدون وضع قانوني في كندا.‘‘
وتقول كريمة التي فضلت عدم ذكر اسمها كاملا، وهي لاجئة من الجزائر شاركت في المظاهرة، إنّها جاءت لدعم زوجها الذي لم يسعفه الحظ في الحصول على وثائق إقامة وهو تحت أمر بمغادرة كندا منذ سنتين.
وتقدّم لهم منظمة ’’تضامن بلا حدود‘‘ مساعدة مجانية لإرشادهم عبر برامج الهجرة الكندية المختلفة.
وأوضحت أنّ زوجها تقدّم مؤخرا بطلب رخصة عمل وهو ينتظر قرار مصالح الهجرة. وعمل أثناء جائحة كوفيد-19 في الرعاية الصحية في مقاطعة كيبيك.
وكانت حكومة المقاطعة، أطلقت برنامجاً لتسوية الوضعية القانونية لكلّ ’’ملاك حارس‘‘ عمل في قطاع الصحة في أوجّ موجات الجائحة في 2020.
وبحكم عمله السابق في القطاع الصحي، لم يتمكّن من الاستفادة من هذا الإجراء.