التقى الأسبوع الماضي في أوتاوا مهاجرون بدون وضع قانوني آتون من جميع أنحاء كندا مع وزير الهجرة الكندي شون فرايزر للمطالبة بتسوية أوضاع جميع الأشخاص الذين ليس لهم وضع قانون.
وتابع راديو كندا الدولي عدداَ منهم خلال رحلتهم من مونتريال إلى أوتاوا.
الاثنين 14 نوفمبر/تشري الثاني 2022. محطة مترو ’’بارك‘‘ (Métro Parc) في مونتريال. إنها 6:15 صباحاً. تجمّع حوالي خمسين شخصًا غير موثَّقين بمن فيهم أطفال من أصول مختلفة في بهو هذه المحطة.
اقتربت درجة الحرارة من الصفر في الخارج حيث تنتظرهم حافلة مدرسية لنقلهم إلى أوتاوا.
البعض يتناول القهوة التي أحضرها متطوعو منظمة ’’تضامن بلا حدود‘‘ (Solidarité sans frontières) من مقهى ’’تيم هورتنز‘‘ (Tim Hortons) الذي يقع على مقربة من المحطة.
كانت سميرة ياسمين المتحدثة باسم المنظمة منشغلة على شاشة هاتفها تراجع كلمتها التي من المقرر أن تلقيها أمام الصحافة بعد قليل.
وليست هذه المرة الأولى التي تشارك في حدث لدعم المهاجرين غير الموثَّقين.
في بداية الشهر، كانت حاضرة في تجمّع في مونتريال أمام مكاتب وزارة الهجرة في كيبيك للمطالبة بتسوية أوضاع الأشخاص الذين ليس لديهم وضع قانوني.
ومنذ أن كشفت هيئة الإذاعة الكندية عن نية الحكومة الفيدرالية القيام بعملية تسوية واسعة النطاق، تم تنظيم العديد من المظاهرات والتجمعات في جميع أنحاء كندا.
وتوضح الحكومة الكندية أنها لا تعرف العدد الحقيقي للأشخاص الذين لا يحملون وثائق ، لكنها تقول إن ’’المصادر الأكاديمية تقدر العدد بما يتراوح بين 20.000 و 500.000.‘‘
وبشكل عام، فإن هؤلاء الأشخاص دخلوا كندا بشكل قانوني وبقوا فيها بعد انتهاء صلاحية تأشيراتهم أو تصاريح الإقامة الأخرى.
وتقدّر وزارة الهجرة أن ’’جزءاً صغيراً فقط من المهاجرين غير الشرعيين هم أشخاص دخلوا كندا بشكل غير قانوني أو وقعوا ضحية شبكات الاتجار بالبشر.‘‘
لذلك قرر وزير الهجرة واللاجئين والمواطنة ، شون فرايزر ، مقابلة هؤلاء الأشخاص والاستماع إلى قصصهم وطلباتهم.
الطريق إلى أوتاوا
قبل ركوب الحافلة ، تحدث الناطقون باسم منظمة تضامن بلا حدود إلى وسائل الإعلام لشرح مطالبهم.
نحن نطالب بوضع قانوني للجميع وبدون استثناء. نطالب بوقف عمليات الترحيل على الفور حتى نتمكن من الحفاظ على أمن مجتمعنا أثناء تنفيذ الحكومة لهذا البرنامج.
نقلا عن سميرة ياسمين، المتحدثة باسم منظمة تضامن بلا حدود
وأضافت أن أفراد المجموعة قد يتعرّضون للاعتقال والترحيل في طريقهم إلى أوتاوا. ’’أصدرت وكالة خدمات الحدود الكندية أوامر بالقبض على معظمهم’’، بعد استنفاد جميع الطعون.
في حدود الساعة 6:45 صباحاً، انطلقت الحافلة نحو العاصمة الكندية التي تبعد 200 كيلومتر عن مونتريال. رحلة تستغرق عادة حوالي ساعتين.
استغل معظم المشاركين الرحلة للنوم أو لتحضير ما سيقولونه لوزير الهجرة.
على متن الحافلة، تحدّث راديو كندا الدولي مع ياسر، وهو مغربي بدون وضع قانوني وصل إلى كندا في عام 2020 في أوجّ خضم أزمة جائحة كوفيد-19.
يحمل هذا الأب لثلاثة أطفال شهادة في إصلاح هياكل السيارات مع خبرة عدّة سنوات. وقد ظفر بعمل في كندا بعد تقديم طلب لإحدى البعثات الكيبيكية التي تنقّلت إلى المغرب لتوظيف عمّال مؤقّتين.
لكنّ لسوء حظه، أغلقت الشركة التي وظّفته أبوابها مع بداية الجائحة.
وعند وصوله إلى مطار مونتريال، اتصل موظّف الحدود بالشركة. لكنّ صاحبها أبلغه أنه قد ألغى العقد وأنّ نشاط الشركة توقّف.
وطلب الموظّف من ياسر توقيع وثيقة لمغادرة كندا وفعل. ’’كان من المفروض أن أغادر في غضون ثلاثة أيام ، لكنني قررت البقاء هنا. لقد وضعت كل أموالي في هذا المشروع‘‘، كما يقول ياسر.
وأضاف هذا الأخير أنّه ’’لا يوجد نقص في العمل في كندا. يتم دفع مرتّبك لك نقداً ولكن ليس لديك حماية اجتماعية.‘‘
وأوضح أنه يأمل في أن يتمكن الوزير من تسوية أوضاع الجميع. وبالتالي، سيكون قادراً على الحصول على تصريح عمل والإتيان بأسرته إلى كندا.
وصلت الحافلة إلى أوتاوا وتوجّهت إلى ’’مركز برونسون‘‘ (The Bronson Centre). وهذا المركز هو موطن للعديد من المنظمات المجتمعية التي تخدم سكان العاصمة الكندية.
وكان مهاجرون آخرون بدون وضع قانوني من تورنتو وفانكوفر وإدمونتون وكالغاري ينتظرون أولئك الذين وصلوا للتو من مونتريال.
ونظمت الاجتماع ’’شبكة حقوق المهاجرين‘‘ (Mirgant Rights Network) وهي ائتلاف لمنظمات حقوقية تدافع عن المهاجرين غير الموثَّقين.
وكان متطوّعو الشبكة يضعون اللمسات الأخيرة لتحضير الحدث داخل ما يبدو أنه قاعة مجتمعية.
واصطفت على الجدران ملصقات ولافتات حول حقوق المهاجرين غير الموثَّقين والعمال المؤقتين.
مقابلة الوزير شون فرايزرفي الساعة 11 صباحاً، وصل وزير الهجرة الكندي شون فرايزر إلى القاعة. وطُلب من وسائل الإعلام المغادرة حيث عُقد الاجتماع خلف أبواب مغلقة.
وهذا هو أول لقاء مباشر بين وزير الهجرة ومهاجرين غير شرعيين، بحسب المنظمين.
بالنسبة لِصفاء الشابي، عضو منظمة تضامن بلا حدود ، فإن هذا ’’تتويج لعدة سنوات من العمل.‘‘
شارك العديد من الأشخاص تجربتهم. بعضهم يعيش في كندا منذ 20 عاماً بدون وثائق. الوزير، مثل أي سياسي ، قال إنه استمع إليهم ، لكنه لم يعِد بشيء.
نقلا عن صفاء الشابي
ومن جانبه، أشار سيد حسن، المدير العام لـ’’تحالف العمال المهاجرين من أجل التغيير‘‘ (Migrant Workers Alliance for Change)، في مقابلة مع راديو كندا الدولي، إلى أنه في رسالة التكليف التي وجّهها إلى وزير الهجرة في 16 ديسمبر/كانون الأول 2021، طلب رئيس الحكومة جوستان ترودو ’’تسوية وضع العمال غير الموثَّقين الذين يساهمون في المجتمعات الكندية.‘‘
وطالب سيد حسن بتسوية أوضاع جميع المهاجرين غير الشرعيين دون استثناء.
كما التقى الحاضرون بنائبَيْن كنديَين عضوين في الحزب الديمقراطي الجديد المتحالف مع الحكومة.
وفي نهاية اليوم، عاد الجميع من حيث أتى. ووصلت حافلة مونتريال إلى محطّة مترو ’’بارك‘‘ (Métro Parc) في الساعة 7:25 مساءً.
وقد تكون هذه بداية نهاية كابوس المهاجرين غير الموثَّقين.