شارك اليوم الأحد في مونتريال بضع عشرات من السوريين المقيمين في كندا في تجمّع للتعبير عن فرحتهم وابتهاجهم بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
ودعا لهذا التجمّع طلبة سوريون من جامعة ماكغيل على مواقع التواصل الاجتماعي حيت حُدّد مكانه في ساعة فيكتوريا وسك المدينة.
ولم تشكّل درجة الحرارة المنخفضة والثلج المتراكم على أرصفة المدينة عائقا للمشاركين الذين حضروا فرادى وجماعات من بينها عائلات مع أطفالها حاملين الأعلام السورية.
واستهلّ المشاركون تجمّعهم بأناشيد وأغاني الثورة السورية التي يتمّ تداولها منذ 2011 مثل أغنية ’’ساقط ساقط يا بشار’’.
وأحضر مجموعة من الشباب طبقاً من الحلويات السورية وتمّ توزيعها على الحاضرين الين كانوا يردّدون شعارات مختلفة مثل ’’الشعب يريد إعدام الرئيس‘‘، ’’عاشت سوريا وسقط بشار الأسد‘’، ’’واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد‘‘، ’’سوريا وغزّة واحد‘‘.
وردّد المشاركون أغنية ’’ليلة عيد’’ بتحويل كلماتها إلى هجاء للرئيس المخلوع وشعار ’’إسلام ومسيحية، الشعب السوري واحد.‘‘
وقالت هيام وهي كندية سورية مقيمة في مونتريال منذ 2003 والتي حضرت التجمع مع ابنتها المولودة في كندا إنّها لا تصدّق إلى حدّ الآن أن بشار الأسد لم يعد رئيساً لسوريا.
’’وُلدنا وحافظ الأسد كان رئيساً. وكان النظام يقول : الأسد أو نحرق البلد. كنّا نظنّ حقاً لما كنّا أطفالاً أنّه لن يموت. وإلى يومنا هذا لا نكاد نصدّق ذلك. كنّا لا نجرؤ حتى على التعبير عن حلمنا في ذهابه‘‘، كما أضافت.
نحن فرحون بانتهاء حقبة الأسد وهي أسوأ حقبة في تاريخ سوريا. الآتي سيكون خيرا لسوريا لكنّه سيمرّ بصعوبات. نتمنّى من أنّ كلّ القوى الخارجية إذا تدخّلت فليكن ذلك في صالح الشعب السوري فقط.نقلا عن هيام، سورية مقيمة في مونتريال
وأضافت هذه السورية التي لم تعد إلى بلدها إلّا في عام 2022 أنّ ’’الشعب السوري يريد أن يعيش ويبني بلده. لا نريد أن نطبق أجندة أي أحد. ما حدث [سقوط نظام بشار الأسد] أفرح السوريين.‘‘
فرار بشار الأسد
وحسب وكالة رويترز، قال مصدر في الكرملين لوكالات أنباء روسية يوم الأحد إن ’’الرئيس السوري السابق بشار الأسد موجود في موسكو مع عائلته بعد أن منحتهم روسيا حق اللجوء لأسباب إنسانية.‘‘
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد ذكرت في وقت سابق يوم الأحد إن ’’الأسد غادر سوريا وأصدر أوامره بتسليم السلطة سلميا، وذلك بعد أن سيطرت المعارضة المسلحة على العاصمة دمشق دون مقاومة تذكر.‘‘
وأعلن المتمردون اليوم الأحد سيطرتهم على مختلف مراكز السلطة في العاصمة دمشق، ما يعني نهاية نظام عائلة الأسد التي حكمت البلاد بقبضة من حديد منذ عقود.
وفي العشرة أيام الأخيرة، شنّت الجماعة الإسلامية هيئة تحرير الشام وفصائل المتمردين المتحالفة معها هجوماً ضد قوات الحكومة السورية واستولت على أكثر من 200 بلدة في محافظات حلب وإدلب وحماة.
كندا ترحّب بسقوط نظام بشار الأسد
على غرار العديد من السياسيين الغربيين، أشاد رئيس الحكومة الكندي جوستان ترودو بنهاية ’’النظام الديكتاتوري لبشار الأسد في سوريا.‘‘
وفي بيان، رحّبت ميلاني جولي، وزيرة الخارجية الكندية بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي ’’سلط عقودا من المعاناة على شعبه‘‘، داعية إلى انتقال سلمي للسلطة.
وقالت السيدة جولي إن ’’هذا الحدث يمثل نقطة تحول مهمة للشعب السوري، الذي عانى من محن لا يمكن تصورها في ظل نظام بشار الأسد ووالده حافظ الأسد.‘‘
إن قلوبنا تتوجه إلى الشعب السوري، بما في ذلك أولئك الذين اختاروا كندا موطناً جديداً لهم، مما يثري أمتنا بصمودهم وشجاعتهم ومساهماتهم.نقلا عن ميلاني جولي، وزيرة الخارجية الكندية
وذكّرت الوزيرة جولي أنّ أنشطة السفارة الكندية في سوريا، في دمشق، عُلّقت منذ عام 2012. ’’قدرة السفارة الكندية في لبنان، في بيروت، على تقديم الدعم القنصلي وغيره من أشكال الدعم في سوريا محدودة للغاية.‘‘
على الكنديين الذين يحتاجون إلى مساعدة قنصلية طارئة الاتصال بوزارة الشؤون العالمية :
عبر الهاتف على الرقم : 8885-996 613 1+
عن طريق رسالة نصية (SMS) إلى : 3658-686 613 1+
عبر الواتساب على الرقم : 8881-909 613 1+
عبر البريد الإلكتروني إلى : sos@international.gc.ca
وقال فيصل العظم الذي يقيم في مونتريال منذ 2002 إنّه ’’سعيد جدّاً بسقوط نظام بشار الأسد.
كنّا نحلم بسقوط نظام الأسد منذ 2011. وأهلنا كانوا يحلمون بذلك منذ سنوات السبعينيات. لا يجب أن ننسى أنّ بشار الأسد هو ابن حافظ الأسد.نقلا عن فيصل العظم، كندي-سوري من مونتريال
وأضاف هذا الناشط ومدير مؤسسة أطفال سوريا (نافذة جديدة) قائلا :’’نحن السوريون نعيش تحت نظام ديكتاتوري منذ أكثر من 50 سنة. وهذا يوم جديد ومشرق لِسوريا.‘‘
وقال إنّه في البداية تفاجأ بخبر سقوط الرئيس المخلوع. وأوضح أنّه ’’بعد تفكير في الموضوع لم يعد يرى ذلك مفاجأة لأن الحاضنة الشعبية للنظام غير موجودة. كان الاعتماد كاملاً على إيران وتنظيم حزب الله والروس. ولمّا انسحب هذا الدعم انهار النظام.‘‘
ويرى أنّ ’’جميع فئات الشعب السوري من كلّ الطوائف استُنزفت وتعبت. ونرى ذلك في الاحتفالات في سوريا حيث الكلّ يشارك فيها.‘‘
وعن سؤال حول المخاوف التي قد يثيرها الطابع الاسلاموي للحركات التي أطاحت بالنظام، يجيب السيد العظم بأنه ’’يجب أخذ هذه المخاوف بعين الاعتبار‘‘.
لكنّ ما ’’يجعلني أتفاءل هو الرسائل التي تصدر عن هذه المجموعات جميلة جدّا. فهي تتكلّم عن سوريا موحّدة وعن الدفاع عن الأقليات والمؤسسات السورية‘‘، كما أوضح.
ووفقاً له، ’’نحن كسوريين ثرنا ضدّ بشار الأسد مثل أهلنا ضدّ حافظ الأسد، يجب أن ننتبه من الآتي وألّا نعطيهم شيكاً على بياض لكنني متفائل.‘‘
ويقول هذا السوري الذي لم يزر بلده الأصلي منذ اندلاع الثورة في 2011 إنّ الجالية السورية في كندا يمكنها أن تلعب دورا في إعادة إعمار سوريا عبر التعاون بينها وبين كندا بعد تعيين حكومة مؤقتة.
(مع معلومات من وكالة فرانس برس ووكالة رويترز)