نفت مصادر مصرية “مطلعة”، اليوم السبت، ما زعمته وسائل إعلام إسرائيلية عن “بدء دبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية برية من كرم أبو سالم، إلى محور فيلادلفيا على حدود قطاع غزة مع مصر“.
ونفت هيئة المعابر الفلسطينية في غزة، في تصريح رسمي لها، صحة الخبر الذي وصفته بـ”الكاذب”، الصادر عن “شبكة قدس” حول الحدود الفلسطينية المصرية.
وقالت هيئة المعابر الفلسطينية في غزة، في بيانها: “الجانب المصري نفى لنا أية معلومات لديه عن نية العدو التحرك عسكرياً في محور الحدود الفلسطينية المصرية“.
وأضافت الهيئة: “كل المعلومات الميدانية عن تحركات عسكرية على الحدود مع مصر انطلاقاً من كرم أبو سالم غير صحيحة”. وتابعت أنّ “بعض وسائل الإعلام تؤدي أدواراً (مشبوهة) قصداً أو جهلاً، في نقل الأخبار والمعلومات، وندعوها إلى التزام الخط الوطني والمصلحة العليا لشعبنا”.
ونقلت “شبكة قدس”، اليوم السبت، عن مصادر قولها إنّ “الاحتلال الإسرائيلي أبلغ مصر نيته احتلال منطقة الحدود في محور فيلادلفيا على الحدود بين رفح وقطاع غزة، وطلب من الجنود المصريين إخلاء الحدود”.
وأضافت أنّ الاحتلال “أخبر مصر بأنه غير مسؤول عن سلامة أي جندي مصري خلال محاولته احتلال الحدود معها، وأن العملية العسكرية في المنطقة مستمرة، سواء قبلت مصر أو رفضت”.
الاحتلال “باع أوهاماً للجميع بعد عدوانه على غزة عام 2021”
وكان موقع “والاه” العبري قد نقل عن مصادر عسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنّ الجيش يقوم، اليوم السبت، بعملية عسكرية “استثنائية” بين معبر كرم أبو سالم ورفح ومحور فيلادلفيا، ونقل أيضاً عن تقارير فلسطينية إشاراتها إلى أنّ جيش الاحتلال أدخل في الساعة الأخيرة مدرعات ودبابات إلى المنطقة، ويقوم بمناورة قصيرة.
وأشار الموقع إلى أنّ الأسابيع الأخيرة شهدت نقاشات لدى المستوى السياسي الإسرائيلي حول طريقة التعاطي مع محور فيلادلفيا الذي شكّل لسنوات منطقة “لتهريب الأسلحة” إلى المقاومة الفلسطينية، بحسب مزاعم الموقع، كذلك ناقش المسؤولون الإسرائيليون حساسية الموقف أمام مصر، ما أخّر عمليات جيش الاحتلال في منطقة الحدود بين رفح الفلسطينية ونظيرتها المصرية.
وكان ذات الموقع قد أفاد، قبل نحو أسبوعين، بأنّ مسؤولين في المستوى الأمني الإسرائيلي “حذّروا من الحساسية الزائدة التي تبديها إسرائيل حيال النظام المصري بما يتعلق بتهريب السلاح من سيناء إلى قطاع غزة”، مضيفاً أنه “منذ بداية الحرب كان هناك تعاون واسع بين إسرائيل ومصر في قضية المساعدات الإنسانية إلى غزة وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين”.
ولفت الموقع العبري إلى أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين يخشون من أن الحذر الذي تبديه إسرائيل لعدم المسّ بالنظام المصري، قد يضر بها مقابل حركة حماس.
ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي أمني قوله: “إذا لم يعلن الجيش الإسرائيلي عن عملية ضد الأنفاق في محور فيلادلفيا من البحر وحتى المثلث الحدودي، فإنّ هذه المنطقة ستكون فعلياً نقطة انطلاق الحرب المقبلة، حماس ستسارع إلى إعادة بناء نفسها من خلال تهريب الأسلحة من سيناء وليس بالضرورة من خلال إنتاجها المحلي”.
وأضاف أنّ “الجيش الإسرائيلي باع أوهاماً للجميع بأنه عقب تفجيره لمخازن الأسلحة التابعة لحركة حماس خلال عملية حارس الأسوار (العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2021) انتقلت الحركة إلى إنتاج الأسلحة محلياً، في حين أنّ الأسلحة التي عثر عليها في شمال قطاع غزة وخانيونس تثبت غير ذلك”
هل استأذنت إسرائيل مصر قبل استهداف محور فيلادلفيا؟
وذكر موقع “والاه” أيضاً أنّ الجنرال في الاحتياط يوسي باخر، بدأ في هذه المرحلة تركيز كل ما يتعلق بالتعامل مع محور فيلادلفيا ومحيطه استعداداً لما يسمى “اليوم التالي” للحرب، وأنه وضع مع فريقه خطط عملياتية أولية لإدارة المنطقة.
وتحدثت الخطط عن “توسيع السيطرة (الإسرائيلية) في منطقة رفح الفلسطينية، وعمليات هندسية تزيد المنطقة المكشوفة فوق الأرض، تمهيداً لعملية البحث عن أنفاق، وكذلك إدارة هجمات جوية في المناطق التي يشتبه بها والتي امتنع سلاح الجو الإسرائيلي حتى اليوم عن استهدافها”، بحسب ما ورد في الموقع العبري.
المصدر: العربي الجديد