لا يحتاج المرء لأن يكون خبير أرصاد جوية ليلاحظ أنّ كمية الثلوج التي تساقطت على مونتريال ومدن كيبيكية أُخرى هذا الموسم قليلة. ويشير خبراء الأرصاد الجوية لدى وزارة البيئة الكندية إلى ’’نقص مهم‘‘ في كمية الثلوج المتساقطة مقارنةً بالمعدلات الموسمية.
ولفتت الوزارة في آخر يوم من عام 2023 إلى أنّ الثلج بكل بساطة غائب عن الأرض في كلّ من مونتريال، كبرى مدن مقاطعة كيبيك، وكيبيك العاصمة، ثانية كبريات مدن المقاطعة، في حين يبلغ معدل سماكة الثلوج على الأرض 10 سنتيمترات و34 سنتيمتراً على التوالي في هاتيْن المدينتيْن في اليوم الأخير من السنة.
وفي مدينة سيتيل (Sept-Îles)، على الضفة الشمالية من خليج سان لوران في شرق مقاطعة كيبيك، بلغت سماكة الثلج على الأرض في 31 كانون الأول (ديسمبر) 5 سنتيمترات، فيما المعدل الموسمي هو 31 سنتيمتراً.
كما أفادت وزارة البيئة الكندية أنّ سماكة الغطاء الثلجي هي أيضاً أدنى بكثير من المعدلات الموسمية في مدينتيْ غاسبيه وباغوتفيل في منطقة ساغنيه لاك سان جان الواقعة في وسط مقاطعة كيبيك إلى الشمال من نهر سان لوران.
وعلى الرغم من أهمية هذا النقص في الثلوج المتساقطة، إلّا أنه لا يشكّل رقماً قياسياً، كما يقول غريغوري يانغ، خبير الأرصاد الجوية في وزارة البيئة الكندية.
بالنسبة لمونتريال، على سبيل المثال، شهدنا أعياد ميلاد خضراء (بدون ثلوج على الأرض) ستّ مرّات في السنوات العشر الماضية. وبالنسبة لكيبيك العاصمة، هذا الأمر أكثر ندرة. فآخر مرة لم يكن فيها ثلج على الأرض في 25 كانون الأول (ديسمبر) كانت في عام 2015.
نقلا عن غريغوري يانغ، خبير أرصاد جوية في وزارة البيئة الكندية
ويلفت يانغ إلى أنه كلّما كانت المدينة أكثر شمالاً، كلّما كان أقلّ احتمالاً أن تكون أمضت عيد ميلاد أخضر.
ويشير إلى أنّ المعدّلات التي أصدرتها وزارة البيئة الكندية تمّ احتسابها استناداً إلى بيانات تمّ جمعها بين عاميْ 1981 و2010.
وفي عام 2024 ستتلقى الوزارة بيانات جديدة، تمّ جمعها بين عاميْ 1991 و2010، ستسمح لنا بمعرفة ما إذا كان تغيّر المناخ قد أثّر على المعدلات الموسمية للغطاء الثلجي في السنوات الأخيرة.
وحالياً يعتقد يانغ أنّ معدل كمية الثلوج وفقاً للبيانات الجديدة سيكون أدنى من المعدل السابق.
وإذا لم يكن ممكناً بعد القول ما إذا كانت التغيرات المناخية ستؤدّي إلى تراجع في كمية الثلوج المتساقطة في فصول الشتاء المقبلة، يتوقّع يانغ المزيد من فصول الشتاء التي لا يمكن التنبؤ بها والمزيد من التطرف المناخي.
نقلاً عن موقع راديو كندا،