يغادر عدد متزايد من المرضى في مقاطعة نوفا سكوشا أقسام الطوارئ في المستشفيات دون رؤية طبيب، وفقاً لوثائق نشرتها هيئة الصحة في نوفا سكوشا في استجابةٍ لطلبِ حصولٍ على المعلومات.
وتُظهر السجلات التي حصل عليها الحزب الديمقراطي الجديد في نوفا سكوشا، ثاني أحزاب المعارضة في الجمعية التشريعية في هاليفاكس، أنّ 43.000 شخص غادروا أقسام الطوارئ دون علاج العام الماضي، بزيادة 60% عن عددهم في عام 2020.
ولا تذكر الإحصائيات أسباب مغادرة الناس أقسام الطوارئ، لكنّ الحزب المعارض المذكور، اليساري التوجه، قال في بيان صحفي في 7 تموز (يوليو) إنّ ذلك عائد ربما إلى شعور بالإحباط لدى الناس بسبب فترات الانتظار الطويلة.
’’علينا التوقف عن سماع الحكومة تقول إنّ الوضع سيزداد سوءاً قبل أن يتحسّن‘‘، تقول كيندرا كومبز التي تمثّل إحدى دوائر مدينة كيب بريتون تحت راية الحزب الديمقراطي الجديد.
وتضيف كومبز أنها غالباً ما تسمع عن أشخاص انتظروا أكثر من ثماني، لا بل من تسع ساعات، دون تلقي العلاج، في مستشفى كيب بريتون الإقليمي (Cape Breton Regional) في سيدني الواقعة ضمن كيب بريتون الكبرى.
95.000 شخص تقريباً ينتظرون طبيب أسرة
في عام 2021 غادر ما يقرب من 10.000 شخص أقسام الطوارئ في مستشفيات المنطقة الصحية الشرقية في نوفا سكوشا التي تضمّ جزيرة كيب بريتون ومنطقتيْ أنتيغونيش وغيزبوروه.
وتعتقد كيندرا كومبز أنّ أقسام الطوارئ تغصّ بشكل رئيسي لأنّ الكثير من الناس لا يستطيعون الوصول إلى الرعاية الأولية.
وتفيد هيئة الصحة في نوفا سكوشا أنّ أسماء قرابة 95.000 شخص مدرجة على قائمة الانتظار لطبيب أسرة.
آدم يونغ
غادر المواطن آدم يونغ مؤخراً قسم الطوارئ في أحد مستشفيات كيب بريتون دون أن يتلقى المضادات الحيوية التي يحتاجها.
كان يونغ، البالغ من العمر 42 عاماً، بدون طبيب أسرة لمدة عامين، لذلك اتصل برقم الصحة العامة، 811، للحصول على المشورة.
بعد ساعات من انتظاره ردّ الاتصال من خدمة 811، نُصح بالذهاب إلى المستشفى. أول غرفة طوارئ وصل إليها كانت مغلقة، أما المستشفى الثاني فكان شديد الازدحام.
’’بدا الناس هناك بحاجة إلى رعاية أكثر منّي أنا بكثير، فقلتُ في نفسي ’لا، سأجد وسيلة أُخرى‘‘‘، يقول يونغ.
سافر يونغ في النهاية لأكثر من ساعة إلى أن بلغ مستشفى ريفياً قابل فيه طبيباً في غضون ساعتين.
وزيرة الصحة ميشيل تومسون
لم تكن وزيرة الصحة في نوفا سكوشا، ميشيل تومسون، متاحة لإجراء مقابلة مع محطة ’’سي بي سي‘‘ الإخبارية (القسم الإنكليزي في هيئة الإذاعة الكندية)، لكنها أبلغت المحطة عبر البريد الإلكتروني أنّ أقسام الطوارئ في مختلف أنحاء كندا تواجه طلبات أعلى لأسباب متنوعة.
وأضافت تومسون أنّ هناك أيضاً العديد من الأسباب التي تجعل بعض الناس يغادرون أقسام الطوارئ بعد أن يتم فرز المرضى.
’’في بعض الحالات قد يبدأ المرضى بالشعور بتحسّن، أو يُعطَون بعد الأدوية (كالباراسيتامول الذي يُعرف في أميركا الشمالية بالأسيتامينوفين) لتخفيف آلامهم، أو يقررون انتظار رؤية طبيب الأسرة، فيبلغون الممرضة بأنهم سيغادرون‘‘، تضيف تومسون.
وتؤكد وزيرة الصحة في نوفا سكوشا أنّ حكومتها ملتزمة بالقضاء على فترات الانتظار الطويلة، لكنها لم تقدّم أيّ تفاصيل حول كيفية القيام بذلك.
ونوفا سكوشا هي كبرى المقاطعات الكندية الأطلسية الأربع من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد، يقطنها أكثر بقليل من مليون نسمة.