توفي وزير الخارجية المصري الأسبق، والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، نبيل العربي عن عمر يناهز 89 عاما بعد صراع مع المرض.
ونشر الخبر السفير محمد مرسي، سفير مصر الأسبق في دولة قطر، حيث كان أول من أعلن عن نبأ الوفاة وذلك عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وكتب ناعيا الفقيد “فقدت الدبلوماسية المصرية اليوم رجلا من أعظم رجالاتها، الأستاذ الدكتور الوزير نبيل العربي”، وتابع: “فقدنا مدرسة متميزة في الدبلوماسية والقانون الدولي وفن التفاوض”.
كما تحدث عن علاقته بنبيل العربي قائلا “كنت واحدا من مئات الدبلوماسيين وغيرهم الذين تتلمذوا وتعلموا المهنة على يديه”.
وذكر السفير المصري بدور نبيل العربي في دعمه للمشاركة في المفاوضات المصرية لاستعادة “طابا” قائلا: “لا أنسى إصراره عندما كان رئيسا للفريق القومي لمفاوضات طابا التاريخية، على منحي فرصة المشاركة في جانب كبير من جولاتها رغم أنني خريج اقتصاد وعلوم سياسية وليس حقوق”.
وتابع: “كان تقديره أن هذه المفاوضات تعد فرصة نادرة التكرار لتدريب عدد من صغار الدبلوماسيين بشكل عملي، (وكنت آنذاك أحدهم)، وكانت هذه المفاوضات بالفعل الأكبر والأطول والأنجح في تاريخ مصر قادها أستاذنا د. نبيل العربي بكل براعة ونجاح”.
وأردف السفير المصري محمد مرسي “أذكر أن إسرائيل اضطرت عدة مرات خلال مراحل التفاوض لتغيير رئيس فريق التفاوض الخاص بها، بعد إخفاقهم جميعًا في مواجهة د. نبيل العربي وفريقه الذي ضم صفوة من خيرة رجال مصر في عدة تخصصات”.
وذكر أن من بين هؤلاء الذين لم يصمدو أمام الراحل د. نبيل العربي وفريقه، السفير ووكيل الخارجية “ديفيد كمحي” الذي كان يعد أحد رجال إسرائيل الأقوياء.
كما روى السفير محمد مرسي عن استمرار علاقته مع أستاذه نبيل العربي حتى قبل أيام من وفاته اليوم، معتبرا الراحل مدرسة دبلوماسية وقانونية متميزة.
يذكر أن الدكتور نبيل العربي ولد في عام 1935 ميلادية، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1955، وحصل على ماجستير في القانون الدولي، ثم على الدكتوراه في العلوم القضائية من مدرسة الحقوق بجامعة نيويورك.
كان له دور كبير في أهم قضايا مصر الدولية، حيث ترأس وفد مصر في التفاوض لإنهاء نزاع مصر مع إسرائيل حول مدينة “طابا” في الفترة (1985 – 1989)، كما كان أيضًا مستشارًا قانونيًّا للوفد المصري أثناء مؤتمر كامب ديفيد للسلام في الشرق الأوسط عام 1978.
وعمل نبيل العربي سفيرًا لمصر لدى الهند (1981 – 1983)، وممثلاً دائمًا لمصر لدى الأمم المتحدة في جنيف (1987 – 1991)، وفي نيويورك (1991 – 1999). كما عمل مستشارًا للحكومة السودانية في التحكيم بشأن حدود منطقة أبيي بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان.
كما عمل نبيل العربي قاضيًا في محكمة العدل الدولية من 2001 إلى 2006، وكان عضوًا بلجنة الأمم المتحدة للقانون الدولي من الفترة من 1994 حتى 2001، وعمل كعضو في محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي منذ 2005، وشغل منصب رئيس مركز التحكيم الدولي، والقاضي السابق بمحكمة العدل الدولية والذي كان ضمن القضاة الذين أصدروا حكمًا تاريخيًا في حزيران عام 2004 بإدانة الجدار الفاصل الإسرائيلي واعتباره غير قانوني.
تم تكليفه في كانون الاول 2009 بإعداد الملف المصري القانوني لاستعادة تمثال الملكة “نفرتيتي” من برلين، وفي 4 شباط 2011 م تم تعيينه عضوًا في لجنة الحكماء التي تم تشكيلها أثناء اندلاع ثورة 25 كانون الثاني عام 2011.
تولى نبيل العربي وزارة الخارجية المصرية بعد ثورة 25 كانون الثاني 2011، وعين أميناً عاماً لجامعة الدول العربية خلفاً لعمرو موسى في 15 ايار 2011.
السومرية نيوز