بقلم د. عامر بطرس داود
تحيي دول العالم يوم 15 فبراير/شباط من كل سنة اليوم العالمي لحماية الأطفال من الإصابة بالأمراض السرطانية، وقد قرر الاتحاد الدولي لمنظمات سرطان الطفولة اعتبار يوم 15 فبراير/شباط من كل سنة يوما عالميا مكرسا لحماية الأطفال المصابين بمرض السرطان الهدف الرئيسي لهذا اليوم العالمي هو رفع كفاءة أطباء الأطفال ومختلف المؤسسات الطبية والاجتماعية ونشر المعلومات اللازمة والضرورية بين الناس عن مختلف الأمراض السرطانية بهدف التوعية. وقد حدد رمز هذا اليوم بـ ” شريط ذهبي”
ماذا علينا أن نعمل إذا بدرت شكوك حول الإصابة بالسرطان؟
أغلب الأورام السرطانية تظهر عند الأطفال في عمر مبكر. بعضها قد يكون وراثيا أو بسبب التعرض للإشعاع. ومع ذلك تبقى أسباب إصابة الأطفال بالأورام السرطانية مجهولة.
أما التشخيص المبكر للأورام الخبيثة عند الأطفال فصعب، حيث تكتشف عند تطورها الى المرحلة الثالثة وفي بعض الحالات إلى المرحلة الرابعة. لذلك ينصح الخبراء بإجراء فحوصات طبية سنوية للأطفال. كما من المهم جدا ان ينتبه الوالدان الى أي شيء غير طبيعي أو أي أعراض من ضمنها الأورام، أو إلى شحوب الجلد والإرهاق والآلام أو الصداع والتقيؤ وضعف البصر المفاجئ والنحول واغلب أنواع السرطان التي تصيب الأطفال هي سرطانات الدم المختلفة.
بحسب الاحصائيات الطبية الرسمية، يصاب بالأمراض السرطانية 200 ألف طفل سنويا نصفهم يقضون نحبهم بسبب هذا المرض الخبيث، بسبب تأخر اكتشاف إصابتهم وعدم وجود المعدات والمستلزمات الطبية الحديثة اللازمة للعلاج. وقد ارتفعت نسبة الإصابات بين الأطفال (0 -18 سنة) 20 بالمائة وهي إلى ارتفاع مستمر في جميع دول العالم. وحسب احصائيات منظمة الصحة العالمية يحتل السرطان المرتبة الثانية بين وفيات الأطفال بعد حوادث المرور والطرقات والحوادث الأخرى. وان 80 بالمائة من الأطفال الذين تكتشف إصابتهم بالسرطان يتم علاجهم من هذا المرض القاتل.
وتعتمد فرص الشفاء لديهم على عدة عوامل بيئية وصحية، ولكن لُوحِظ أنها تزيد بنسبة 80% في الدول المتطورة وذات الدخل المرتفع، وتصبح بنسبة 20% فقط في الدول النامية وذات الدخل المتوسط. تهدف هذه الحملة بإشراف منظمة الصحة العالمية إلى محاولة الحد من أوجاع ومعاناة هؤلاء الأطفال المكافحين في هذه الدول ورفع نسبة الشفاء لديهم حتى 60% بحلول عام 2030، ما قد ينقذ حياة مليون طفل خلال العقد القادم.
لِمَ تقل فرص الشفاء في هذه الدول؟
إن أحد أهم الأسباب هو كونها تعتمد على استيراد الأدوية من بلدان أخرى بدلًا من تصنيعها، ويحتاج هذا الاستيراد الدوائي لتكلفةٍ مرتفعةٍ وإمكانية تأمينه بشكلٍ مستمر أي تجديده سنويًا. كما تعتمد هذه الدول أيضًا على تأمين مراكزَ صحيةٍ معينةٍ توزَّع عليها هذه الأدوية بتكاليفَ بسيطةٍ أو حتى مجانيةٍ في بعض الدول، ويؤثر هذا بشكلٍ سلبيٍّ على اقتصادهم لذا قد يضطرون للتوقف عن ذلك. ومن الأسباب الأخرى هي ضعف الخبرات الطبية في مجال العلاج السرطاني، ما يسبب تأخيرًا أو خطأً في التشخيص، وكذلك ضعف إمكانيات المنشآت الطبية في تأمين بيئة صحية وأجهزة وأدوية علاجية لمرضى السرطان، والتي تحتاج تكاليف باهظة.
ما سبب سرطان الأطفال؟ وما أنواعه الشائعة؟
لا يزال سبب سرطان الأطفال حتى يومنا الحالي مجهولًا، وتُعزى فقط نسبة 5% للعوامل الوراثية أي الطفرات المنتقلة من الآباء للأبناء. أما أنواعه الشائعة فقد وجدت الدراسات حول العالم أن أكثر أنواع السرطانات شيوعاً هي: -ابيضاض الدم. -سرطانات الدماغ والنخاع للشوكي وباقي أجزاء الجهاز العصبي المركزي. -الأورام اللمفاوية. -الورم الأرومي الشبكي. -الساركوما العضلية المخططة. -سرطان الكلى أو ورم ويلمز. -السرطانات العظمية منها ساركوما إيوينغ.
لِمَ الاهتمام بسرطان الطفولة أكثر من باقي الأعمار؟
لأن الآثار الجانبية السلبية الجسدية والنفسية تكون ذات تأثير أكبر على أجسام الأطفال التي تكون في مرحلة النمو والنضج، وذات تأثيرٍ مديدٍ أيضًا حتى بعد الشفاء. إضافة لاختلاف الاستجابة للعلاج والدواء لدى الأطفال عن البالغين المصابين.
العلاج: يكون العلاج حسب نوع السرطان ومدته وشدته. إذ يكون العلاج بعدة طرق منها: الجراحي، والشعاعي، والكيميائي، والمناعي، أو بزرع الخلايا الجذعية.