’’المهنة : خادمة‘‘ (Profession Bonniche) عنوان آخر كتاب للكاتبة والصحفية جيزيل خياطة عيد صدر باللغة الفرنسية الشهر الماضي عن دار نشر (Éditions Complicités) الباريسية.
ونظّمت المؤلفة أمس السبت حفل توقيع لكتابها في مونتريال حضره العديد من أفراد الجالية اللبنانية والعربية المتابعين لإصداراتها.
وسبق لها أن نظّمت حفل توقيع في لبنان الشهر الماضي.
وهذا هو الكتاب السابع الذي تنشره جيزيل خياطة عيد وثاني رواية لها بعد ’’حيث يبدأ الزمن ولاينتهي‘‘ (Là où le temps commence et ne finit pas) الصادرة عام 2015 باللغة الفرنسية.
ورواية ’’المهنة : خادمة‘‘ (Profession Bonniche) هي قصة الخادمة الفليبينية جيسي التي تعمل عند عائلة لبنانية في بيروت. وبعد سنوات من العمل، قرّرت ترك عملها لكنّ هذه العائلة منعتها وحجزت جواز سفرها ووثائقها 30 عاماً.
وفرّت الخادمة من البيت وعاشت كلّ هذه المدة في لبنان وواصلت حياتها رغم الصعاب التي تواجه المهاجرين غير الموثقين أينما حلّوا.
وفي حوار مع راديو كندا الدولي، تقول المؤلفة التي تعيش بين كندا ولبنان منذ ثلاثة عقود : ’’أردت أن أحكي قصة امرأة حقّقت نفسها وعاشت الحب الحقيقي وأنجبت طفلاً. يتَبَيّن في النهاية أن هذه ’الخادمة‘ [كما يوحيه عنوان الرواية] هي في الحقيقة مهنية تعمل في المنازل. هذه هي القصة الجميلة التي أريد أن أرويها.‘‘
ولِكتابة روايتها، مزجت جيزيل خياطة عيد التي تدرّس الصحافة في جامعة القديس يوسف في بيروت، قصصاً مختلفة لعاملات في المنازل اللبنانية.
كل ما ورد في الرواية يمثّل قصصا حقيقية نقلتها لي السيدة التي تعمل في منزلي [عندما أكون في لبنان] منذ فترة طويلة والتي أصبحت تربطني بها علاقة صداقة.نقلا عن جيزيل خياطة عيد
وتوضح هذه الأخيرة أنه عندما تعود إلى كندا، تواصل صديقتها [الخادمة] عملها في بيوت أخرى ما سمح للكاتبة بدخول هذه البيوت عبر أعين صديقتها.
واعتمدت المؤلفة على ما نقلته لها هذه الأخيرة من قصص جنتها من شبكة معارفها من العاملات مثلها. الأمر الذي ساعدها على إثراء الرواية.
وأضافت أنها استمعت كثيراً لمآسي هؤلاء الخادمات، وسمعت قصصا عن العديد من الأخريات، ’’واستمعت إلى الأسرار، وشهدت مواقف معينة بنفسها.
وكانت تسجّل هذه الأحداث بشكل منهجي، لعدة سنوات.
وتقول إنّها ربطت كل هذه المعلومات لكتابة الرواية : ’’إعداد الحبكة، وخلق التوتر، وتثبيت الذروة، وإدخال التقلبات والانعطافات، ثم الوصول إلى النتيجة. ما يكفي لتغذية نمط السرد الكلاسيكي‘‘.
وكلمة (Bonniche) بالفرنسية هي مصطلح مهين ومزدر للغاية. وهي تعني ’’فتاة فقيرة لا نحترمها ويمكننا أن نطلب منها أي شيء.‘‘
ومن خلال إضافة كلمة إليها، والتي تشير إلى مكانة ما، ’’أردت أن أخلق نوعاً من التنافر الذي يتلاشى تدريجياً ويعطي الرواية معناها الكامل‘‘.وتهدف الرواية إلى أن تكون شهادة على رحلة حياة ناجحة رغم التقلبات والانتهاكات والصعوبات بكافة أنواعها التي يمكن للمرء أن يتخيلها في حالة ’’البطلة‘‘.
وهذه الكلمة ليست مجازية. ’’الرواية عبارة عن حب. رواية امرأة، على الرغم من سوء المعاملة والضيق أحياناً، لم تتوقف عن تحقيق ذاتها، والحب، وإنجاب طفل، واختبار شغف الحب المشتعل. إنها قصيدة للحياة والصمود.‘‘
وتقول إنها على الرغم من أنها لم تتحدث ’’مطلقًا‘‘ عن نظام الكفالة، إلا أنه موضع تساؤل ضمني.
فهي، قبل كل شيء، تريد أن ترفع مستوى الوعي، وأن تذكر حالة هؤلاء الأشخاص المستضعفين الذين غالباً ما تُنتهك كرامتهم بشكل غير مبرر.
ويمثّلون، وخاصة النساء، كل تقلبات المجتمع اللبناني: الشوفينية الذكورية والطائفية والعنصرية وعدم المساواة، وفقاً لها.
’’إنها الحلقة الأضعف في بلد خارج القانون تقريباً، حيث يسير انعدام الاحترام والإفلات من العقاب جنباً إلى جنب‘‘، كما قالت.
وحسب جيزيل خياطة عيد، ’’لا يعتبر قانون العمل (الذي يعود تاريخه إلى نهاية الأربعينيات) هؤلاء ’الخادمات‘ كـ’عاملات منازل‘. ويرتبط مصيرهن دائماً بالكفيل الذي يوقع عقد عملهن نيابةً عنهن والذي يمكنه بالتالي أن يقرر لهن كل شيء. لكن لحسن الحظ، ليس كل أصحاب العمل مجرمين.‘‘