تقول المؤرخة إليز هاردينج ديفيس إنّ التصويت بالإجماع في البرلمان الكندي لإعلان الأول من آب (أغسطس) يوماً للتحرّر (من العبودية) لا يعني شيئاً إذا لم تعتذر الحكومة الفدرالية عن العبودية.
وترى هاردينغ ديفيس، الأمينة السابقة لمتحف الحرية في أمهيرستبورغ (Amherstburg Freedom Museum)، أنّ الإعلان الحكومي هو شكل من أشكال الاعتراف بالأضرار التي لحقت بالكنديين السود جراء العبودية وبآثارها الجانبية.
وتضيف البروفيسورة هاردينغ ديفيس أنّ تقديم اعتذار رسمي يتيح أيضاً الثناء على مساهمة السود في تاريخ كندا.
ويحيي يوم التحرر ذكرى إلغاء العبودية عام 1834 في معظم المستعمرات البريطانية، بما فيها الأراضي التي شكّلت كندا في وقت لاحق.
ومع ذلك تذكّر المؤرخة بأنّ الحالة الذهنية والبنى الاجتماعية التي سمحت بممارسة الرِق لا تزال قائمة.
من جهتها، تطالب أفوا كوبر، أستاذة التاريخ في جامعة دالهاوسي في مقاطعة نوفا سكوشا، الحكومةَ الفدرالية باعتذار رسمي منذ عام 2007. وتشير كوبر إلى أنّ الحكومة أصدرت اعتذارات لمجموعات أُخرى مختلفة منذ ذلك الحين.
وكوبر من الباحثين الرئيسيين في مشروع ’’تاريخ السود في كندا‘‘، وهي تعتبر أنّ رفض الحكومة الفدرالية الاعتذار هو شكلٌ من أشكال العنصرية ضد السود.
ويوم التحرّر هو في عامه الثاني فقط. يُذكر أنه في 24 آذار (مارس) 2021 ، صوّت أعضاء البرلمان بالإجماع لإحياء يوم التحرّر في الأول من آب (أغسطس).
وتجدر الإشارة إلى أنه كان يتمّ إحياء الذكرى في اليوم المذكور من قبل الجالية الإفريقية الكندية منذ زمن بعيد، حتى قبل أن تبصر الاتحادية الكندية النور عام 1867.
وفي سياق متصل، دعت عضوة مجلس الشيوخ الكندي واندا توماس برنارد يوم السبت حكومةَ مقاطعة نوفا سكوشا إلى تجديد اعتذارها عن أضرار العبودية بين الأجيال والسعي إلى الإنصاف.
وبرنارد هي أوّل امرأة سوداء من نوفا سكوشا تُعيَّن عضوة في مجلس الشيوخ الكندي.