يعاني أهالي الأطفال الذين يترددون على دار الحضانة في حي سانت روز شمال مدينة لافال في مقاطعة كيبيك من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، إثر هجوم بحافلة على هذه الدار وقع صباح يوم أمس الأربعاء ما أدى إلى مقتل طفلين.
وكان اقتحم المدعو بيار ني سانت أمان بحافلته التابعة لمؤسسة النقل العام، دار الرعاية النهارية للأطفال. مما أدى إلى مقتل طفلين وإصابة ستة أطفال آخرين بجروح. هؤلاء نقلوا إلى مستشفيات في لافال ومونتريال للمعالجة، ولكن لا يخشى على صحتهم الجسدية.
تعبر كريستين صيقلي، وهي أم لطفلتين ترتادان دار الحضانة، عن الصدمة الشديدة التي أصيبت بها بعد وقوع الحادثة. وتعتبر هذه الأم نفسها محظوظة لأن الطفلتين قد نجيتا من الموت، وترتعب لفكرة أنه كان من الممكن أن تخسر ابنتيها في هذه الحادثة الأليمة.
’’الفتاتان بخير، تقول المتحدثة، وأعتقد أن الأمر يتعلق أكثر بالأهل وبأولياء الأمور […] لقد بدأت تداعيات الحادثة في الظهور، أعراض اضطراب ما بعد الصدمة. إنني أشعر بصداع شديد وتفتقر أقكاري إلى الوضوح. بالنسبة إلى زوجي، فهو أصيب برجفة في جسمه،استمرت لعدة ساعات أمس بعد وقوع الحادثة.‘‘
تقول المتحدثة ’’إن طفلينا بأمان لكننا نفكر في المعلمين وفي المشاهد المروعة التي عاشوها. نفكر في الآباء الذين فقدوا أطفالهم، والآباء الذين لديهم أطفال في المستشفى.‘‘ هذا وتجد المتحدثة أنه من المستحيل ألا تكون الحادثة متعمدة.
وتسرد صيقلي شريط الأحداث أمس، إذ تم نقل الأطفال بعد وقوع الهجوم إلى مدرسة قريبة حيث لعبوا في صالة الألعاب الرياضية.
وبينما اتصلت السلطات ببعض الآباء خلال الصباح، لم يتلق آخرون مكالمة بالسرعة التي كانوا يرغبون فيها.
في هذا الإطار تقول المتحدثة إن السلطات فعلت ما في وسعها، خصوصا أن الظروف كانت استثنائية.
تجمّع أولياء الأمور في المدرسة التي تم نقل الأطفال إليها فيما بعد، ولكن بدون إمكانية اصطحاب أطفالهم على الفور. هذا وأظهر أهالي الأطفال التضامن فيما بينهم وتبادلوا المعلومات التي حصل عليها كل واحد منهم.
تروي كريستين صيقلي: ’’حوالي الساعة 11 صباحا، جاء شرطي أو رجل إطفاء، لا أعرف تماما من هو. قام بتسمية خمسة أطفال قائلا: إذا لم يكن طفلك مدرجًا في القائمة، فإن طفلك بخير. عندها فقط عرفنا بأن الطفلتين بخير وقد كتبت لهما النجاة.‘‘
بعد فترة وجيزة، تمكنت هذه الأم من لم شملها مع طفلتيها وكانت أول من عاد إلى المنزل.
عندما حملت ابنتها البالغة من العمر ثلاث سنوات بين ذراعيها إثر وقوع الحادثة، حاولت السيدة صيقلي التعامل مع الأحداث بلطف. تشرح هذه الأم بأنها حاولت أن تجعل الأمور إيجابية قدر الإمكان. سألت طفلتها الصغيرة كيف سار يومها، كما تفعل عادةً.
تؤكد المتحدثة بأن الطفلة البالغة ثلاث سنوات ونصف ’’تستطيع نقل الوقائع. يمكنها أن تروي لأمها بأن هناك حافلة اقتحمت مدرستها.‘‘
وتعتقد المتحدثة أن ما يهم فتاتها الصغيرة ’’ليس ما حدث بالأمس حقا، بل ما سيحدث بعد ذلك، مثل العثور على حضانة جديدة ولم شملها مع أصدقائها والمربين.‘‘
’’إنه يوم مخصص للعائلة، تقول صيقلي، سنمضي النهار معا أنا وزوجي والطفلتين.‘‘ هذا وسيأخذ كلا الوالدين إجازة لبقية الأسبوع للبقاء مع الطفلتين.
(المصدر: راديو كندا القسم الإنجليزي لهئية الإذاعة الكندية، ترجمة وإعداد كوليت ضرغام)